اللاعب يقدم مستوى متميز في دورري المحترفين
عاطف البزور
عمان- من النوادر أن تجد لاعباً متقدما في السن، وإن الموهبة لا تزول بمرور السنين، بل تزداد تفوقاً وإبداعاً ويمتع صاحبها ويسحر ويسجل.
نجم كرة القدم الأردنية وفريق الوحدات رأفت علي، هو واحد من أشهر النجوم الذين تربعوا على عرش الساحرة المستديرة في الملاعب الأردنية خلال ما يقارب عقدين من الزمن، وظل عاشقاً لها ونجماً متألقاً يدور في فلكها حتى تخطى السادسة والثلاثين من عمره، ليضرب أروع مثل في القدرة على العطاء داخل الملاعب، ويصبح أكبر لاعب كرة قدم أردني يسجل إبداعات مع فريقه ويقوده من إنجاز الى آخر.
في مباريات فريقه الأخيرة بدوري المناصير للمحترفين، عاد رأفت نجما متألقا لتعود معه ظاهرة الوحدات وما يقدمه من متعة وإثارة... ولكي يقطع معها كل الاشاعات حول تقدمه بالسن وما كتب وقيل فيه مؤخرا لإبعاده عن تشكيلة المنتخب، وذلك بالعودة الى تسجيل الاهداف وتوقيعه على هدفين من أصل ثلاثة سجلها الوحدات بمرمى فريقي العربي والرمثا على التوالي، علاوة على تألقه في القيادة وصناعة الاهداف. ومع دخوله العام السادس والثلاثين، بدأ رأفت باسترجاع قواه وحصد ثمار ما يجنيه من جهد طوال مشاركاته مع الفريق، وأصبح قطعة ثمينة لا تتجزأ من الوحدات، حيث إنه سجل 4 أهداف في آخر مباراتين، وهو ما يعد إنجازا بحد ذاته، وهو بهذه السن.
وصنع رأفت لنفسه مجدا، وكتب اسم فريقه الوحدات بأحرف من ذهب، وحقق معه العديد من البطولات والالقاب وما يزال قائد الفريق ونجمه الاول، وهو في السادسة والثلاثين من عمره.
فبعد أن أدارت له المنتخبات الوطنية ظهرها، وعانى كثيرا من الحسابات الشخصية لمسؤولي المنتخب والاجهزة الفنية، الامر الذي دفعه الى الاعلان عن اعتزاله اللعب دوليا، والاستمرار مع فريقه الوحدات، كل هذه الظروف طغت على فنيات اللاعب ومواهبه الخارقة ليزداد ابداعا وتألقا، فصار التركيز في كل مباراة لفريقه على اللاعب صاحب الرقم "13" ما يقدم على الميدان، ولأنه صانع ألعاب بارع وقناص ماهر للأهداف.
أصبح رأفت علي يمثل مرحلة مهمة من تاريخ نادي الوحدات، بمرواغاته الرائعة وتمريراته القاتلة، وأهدافه النادرة، التي تفرح لها الجماهير وتتمايل طربا على المدرجات.
ونظراً لإنجازات رأفت ومشواره الحافل في تاريخ الكرة الأردنية والوحداتية، ورد اسمه في أكثر من استفتاء، فحاليا يتصدر رأفت قائمة أفضل لاعب عربي في السنوات العشر الماضية، وذلك بعد مرور أسبوعين من طرح الاستفتاء الرياضي على موقع "العربية نت"، الذي يستمر حتى نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، وذلك بفارق كبير عن اللاعب المصري الشهير محمد أبو تريكة الذي يحتل المركز الثاني، كما تم اختياره في العديد من الاستفتاءات كلاعب العام في الأردن.
وإذا ما تمكن رأفت من الفوز بالاستفتاء وقيادة فريقه الوحدات الى الفوز بالرباعية التاريخية مرة أخرى، يكون رأفت قد تمكن من صنع تاريخ ومجد لا يضاهى وهو في السادسة والثلاثين، بعد أن عجز أي لاعب آخر عن تحقيق ذلك طيلة سنوات عدة وهو في عز شبابه.