أمينة عودة / تمر الأيام، والذكريات ترافقنا، التي تثير فضولا لدينا لما تحمله من أصالة، وحلم وحقائق، منها ما هو جميل وموجع، سنين وقرون عبرت، حرقها الزمن لتاريخ الذي لا يدنس، مهما تعرض لمحاولات تشويه وتحوير أو تجبير الذي طال حبة الفلافل!!، لقد سمعت مناديا ينادي، أهل الردة وأهل الخير والصبر، أن النصر آت، ولو بعد حين، تلقفت القول الذي يعتبر شعاري في الحياة، مهما اشتدت الفرج آت، بالصبر والحكمة والعمل والأخلاق والتضحية، سنقطف ثمارا الحق والانتصار، والعزة والكرامة، والهوان والذل للمستبد والمحتل، وبالسعي الايجابي الدؤوب مفتاح لحلول مرضية في جميع الحالات والظروف المحيطة بأي قضية، السعي بنوايا الحسنة الطيبة، ودماثة الأخلاق والانتماء الفعلي للحقائق التي يشهد عليها ما هو حي، واستشهد فداء للوطن للأهل للعائلة للطبيعة وفي سبيل لله، وليس الالتفاف حولها وتجيرها لمصالح ضيقة، علينا ان نكون مبادرين لعصف دماغي، للوصول إلى مرشد ودليل يرفع من شأننا ولا نبالي، بالثمن، قد يكون عزيزا وغاليا، ومكلفا، أمام تطلعاتنا، ولكن مهما طال الزمان أو قصر لا يضيع حق وراءه مطالب (كلمات أمي مدرستي ومدرسة الحياة، عندما كانت تسعى لتهدئة روعي من غضب ما).
هيا لنبحر معا، بجزء من ذكرياتي، يوما، كنا في حيفا والناصرة وعكا ويافا واللد والرملة والوطن الذي نحب، امتطيت نفسي خاشعة نحو بحر حيفا، بشوق وحب كبير، عانقني وعاتبني بروح عالية وهمس واستقبال فريد، مرسلا لي ضيفه، أمواجه لاقترب أكثر وأكثر علما بأنني لا أجيد السباحة إنما التجديف مهما كان نوعه أسلوب قديم حديث، لفني بحبه وحنانه ووعيه وإدراكه، وبشوق غريب لم أشهده، برائحة المسك والفل والأرض والماء والرمل والمحل، وفي لحظة الاقتراب همست أمواجه في أذاني بصمت رهيب، أنا وأنت الوطن، لا تذهبي للبعيد، اجلسي على جراحي، قبلي تربتي ماء رائحتي هوائي المتيم بضيف حل علينا بنا فجأة، اجلسي على جراحي تلك التي تنزف منذ أمد، نسجها الزمن الغريب العجيب، قال لي دثريني، احملي الموج لكل طفل جديد وشبل عنيد، وتائه مريب، لا لا لا تقنطي فرحمة الله أقوى من الغريب، من الخطايا، والله هو الوحيد، العالم بشأني وشأنك، رددي انظري استمتعي، انطلقي، أبحري في مياهي في أعماقي حيث المرجان، اللؤلؤة والحيتان وحدثي، من قبلك وبعدك، ماذا أريد!!!
وأخذت الكلمات والمعاني تنصهر فيما بينها، التي بقيت ولا زالت لغة تصارعنا في صمت رهيب، تناجي قادم عابر، عبر سائر اللغات والجبهات والجهات، وأبحرت من الخيال إلى اللاوعي، بحثا عن أطياف ملائكية، ونور من شروق الشمس وغروبها، لأجد، كلما أبحرنا في أعماق بحرنا درر، ومرجان ولؤلؤ، وحيتان وأشواك، وما يكتنز في أعماقه وكل إنسان، من خير وشر، سعيا وراء التنقيب عن هذا وذاك، لنخلد لطريق عبر تنقيب ما، لاكتشاف ما هو متزن وحكيم، لكي لا نغرق ونصطدم بما قريب حارق مدمرة مزلزل!
ليتنا نجد ضالتنا وبوصلتنا، بوصلة التيار الملائم، لنكتشف أين ذاهبون، إذا كان جارفا لنكن أهون وارق واكبر واصدق مع بعضنا، ولا ننحني إلا لله، وعلينا بالحذر من الداخلي والخارجي، لكي لا نبحر خلف التيار ونصطاد صيد العابثين، ونضل الطريق ونفقد الصديق العتيق المعتق، التطرف الديماغوجي حسم امره منذ زمن غير مجد، ومتأجج نحو الوهم، وان لا نكون قلعة مشرئبة ممزقة، في وجه أنفسنا، لنكن أهلا ونقول حللت أهلا ووطأت سهلا، كي لا نجرف باتجاه تيار الحقد، والمصالح الضيقة، وبخلنا على أنفسنا، ونكرس جحدنا.
معلوم، أن التأني والمرونة، تصنع المستحيلات في العالم، إذا ما وجب ذلك، لكن الصبر أهل للإنقاذ من أن نتوه في بحر من الظلمات ، وبدوره قد يصنع ما هو اقرب بالمعجزات، وإذا ما اشتدت علينا العواصف، وجب على السنابل أن تنحني، علينا إن نستخدم التكتيك آلية، الايجابي إن نكون اقرب إلى أنفسنا اليوم أكثر من أي وقت مضى حتى لا تكون النهاية مؤسفة، لنصل إلى شط وبر الأمان، لنعترف أمام أنفسنا، ونفصح لاحقا عن الحقيقة المرة والحلوة، وما علينا وما لنا، معروف للجميع بأن الدنيا دواره، يوم لك ويوم عليك، والتاريخي يعيد نفسه، والحق حتمية تاريخية، هل يصعب علينا أن نخرج من دائرة العتمة المغلقة، لا أن نبقى أسرى لها، لما لا نبحث عن محاولة إطلاق سراح لأنفسنا من الحالة القائمة، لماذا نأسر ذاتنا، ونعود للحالة ذاتها، دون أن ندرك أنها كانت الخطوة الأولى التي أودت إلى الكثير من الألم والخسائر.
ألا يكفي ما اعتقل من الشعب الفلسطيني على يد قوات الاحتلال ما زال قابعا في غياهب السجون أدعو الله أن يفك أسرهم، واسر المظلومين مهما كان نوع الظلم الواقع عليهم، أما آن الأوان أن نلقي بقيدنا وأسرنا لبعضنا البعض إلى الجحيم، ونفتح دروبا للإخوة والمصالحة وفتح الباب على مصارعيه، فليس بيننا من هو منتصر، يجب أن نعي لذلك، ان المتربصون والراقصون على دف خلافاتنا كثر، تذوقوا يا أهلي الطعم الآخر من التعاضد والتحالف والتوافق وتوحيد الصفوف يا سادتي يا إخوتي يا أحبائي الكرام. لقد ضقتم بنا ذرعا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اكتب لأقول، لأنني اقترب بروحي ونفسي، لذكرى موجعة، ذكرى النكبة وقد تكون النكبات لها ألوان وشركاء وتصيب أحيانا من تصيب، تهنا في بحر فلسطين الذي تتلاطم أمواجه، دون أن يلتفت شجاع مبادر، يهدأ روع موجه الجارف المحتج، ذهبنا إلى اللاعنوان لنتوقف قليلا وندرك الأهم ، إلى متى سنبقى يا أهلي نحتفل بذكريات، سواء النكبة ويوم الأرض وووووو ومناسبات موجعة من بينها المجازر والهزائم وووو والاقتتال والانقلاب، وجب علينا ان نترك للتاريخ ما هو مشرف، أليس للفرح مكاننا بيننا، ليس منا من هو مخلد على هذه الأرض، فلنترك بصمات تحمل التفاؤل والفرح والعزة والكرامة للأجيال القادمة، هبوا يا أخواتي، لمستقبل أفضل، وحياة كريمة لشعب يستحق الحياة