ا هو اهم من كل التفاصيل بشأن ما جرى إثر مباراة الوحدات والفيصلي ، هو تذكر استقرار البلد ، وعدم اشعال الفتن ، وجر النار الى بيوته واهله وحياته.
ليس اسهل من ان تشعل فتنة بكلام او موقف غير محسوبة ، وهي اشعالات لا تعبر عن مواقف رياضية ، بقدر تعبيرها عن مراهقة سياسية ، تريد جر البلد الى الخراب ، تحت وطأة انفعال او شعور بالظلم او الخطأ او التجاوز ، او البحث عن الشعبية.
ملف الوحدات والفيصلي ملف قديم جديد ، وهو ملف بحاجة الى معالجة جذرية ، لان ما يجري بين الوحدات والفيصلي ، تعبير عن جذور اخرى يجب معالجتها ايضاً ، والتعبير الرياضي اسوأ انواع التعبيرات واخطرها ، لان وقودها "طبقة" لا تحسب حساباً لافعالها.
العقلاء مثل طاهر المصري رئيس مجلس الاعيان ، وفيصل الفايز رئيس مجلس النواب ، ونواب مثل خليل عطية وجعفر العبداللات ، كلهم دعوا الى الهدوء والى التنبه الى مخاطر الفتن ، والى التحقيق السريع ذي النتائج التي لاتغيب.
ليس اسهل من سكب البنزين على النار ، وجر البلد الى فتنة ، سندفع ثمنها ، وسيكون الاردن العزيز ساحتها ، والاردن اهم من الفرق الرياضية ، ومن اهواء النخب والعوام ، والفتنة هدية لاسرائيل تقدم على طبق من ذهب.
التحقيق بدأ والذي اخطأ عليه دفع الثمن ، ومشاهد التدافع والضرب مؤذية لسمعة البلد ، ولعلاقات الناس الاجتماعية القائمة على اساس آخر تماما ، فلا يأخذنا احد الى اسوأ الزوايا واخطرها ، واضيقها ايضاً.
فليرحل الدوري الى غير رجعة ، وليتم حل فريقي الوحدات والفيصلي ، وليحاسب من ادى الى هذا المشهد المؤلم الذي وصفه الامير علي بالمشهد المحزن ، ولتتم مراجعة كل الملف الداخلي ، لان ما جرى تعبير "فوضوي" عن قضايا اخرى.
المثير هنا ، ان علاقات الفريقين ببعضهما ممتازة ، وعلاقات اللاعبين ببعضهما ممتازة ، وهناك تنوع في الاصول والمنابت في كل فريق ، فهناك لاعبون في الفيصلي تم التعاقد معهم من نوادْ في الضفة الغربية ، وهناك لاعبون في الوحدات ينتمون لعشائر معروفة.
معنى الكلام ان المشجعين الذين تم السماح لهم طوال عقود بترميز كل فريق باعتباره وكيلا لطرف في البلد ، هم المشكلة ، وكأنها مكاسرة بين شعبين ، على الرغم من ان الجميع ينتمي الى بلد واحد ، وشعب واحد ، ومواطنة واحدة.
من السذاجة ان تتم معالجة القصة باعتبارها رياضية وحسب ، وهي مجرد اشارة على الاحتقانات ، وعلى ان الرياضة هنا مجرد واجهة لقضايا اخرى بحاجة الى معالجة ، واذ لم تعالج جذرياً ، فاننا سنبقى تحت وطأة هذا السوء.
ليس اسهل ايضا من التصرف باقليمية وردود فعل ، وان يقف الواحد منا هنا او هناك ، ولا كأن هذا وطن الجميع ، ولا كأن هذا بيت الجميع ، والتسرع بالاستنتاجات وردود الفعل ، لا يعبر عن حمية ، بقدر تعبيره عن عصبيات تريد اخذ البلد الى جهنم لا سمح الله.
يبقى المشهد مؤلما جداً ، وعدد الاصابات صاعق ، وقد آن الاوان ان يتم وضع حد لكل هذه القصص التي تغذيها محركات سياسية واعلامية ومجتمعية ومالية ، وقد آن الاوان ايضا للتخلي عن السماحة المبالغ بها ، لان السكين وصلت العظم واللحم.
كل الروايات تأخذك الى معنى واحد يقول انك تشعر بقلق من كل قلبك على هذا البلد وعلى اهله جميعاً ، لانك حين ترى تشظيات الدول التي حولك ، تخاف وبشدة ، وتعلن صراحة ان الاردن اهم من الجميع ، وان الاردن مهدد بأفعالنا جميعاً.
ما جرى في استاد القويسمة نذير خطر. نذير الخطر الاكبر هو في الاذى الذي لحق البنية الاجتماعية التي فهمت القصة على اساس ان الدرك فيصلاوي وقرر الانتقام من الجمهور الوحداتي ، وهو فهم تم تركيبه وتثبيته وتسييله لاعتبارات كثيرة.
المؤمن يلعق دم جرحه الذي في كفه ، ولا يكون سبباً في اشعال الفتن. أليس كذلك؟.
mtair@addustour.com.jo
التاريخ : 12-12-2010
أضف تعليق طباعة الخبر ارسال للصديق
1- اخوة بالدم
اابو فادي فلسطين || 12/12/2010 8:07:27 AM بتوقيت الأردن
الاخ ماهر اسعد اللة صباحك وصباح الاردن الحبيب. بقلب يقطر دما على الاحداث المؤسفة التي حصلت بعد مباراة الاخوين نادي الوحدات ونادي الفيصلي وما حصل بين الاشقاء هو امر مؤسف حقا واناشد كلا الطرفين التحلي بالصبر والحكمة. فالنادي الفيصلي بادارتة الحكيمة لها كل التقدير والاحترام من قبل كل ابناء الفلسطينيون وكذلك نادي الوحدات بادارية ولاعبية . نحن هنا في فلسطين نعتز ونفتخر بكلا الناديين من اداريين ولاعبين لاننا اخوة بالدم وما يجمعنا الا الحب والتقدير ووحدة الشعبين. ان ما حدث هو حادث مؤسف سببة بعض الجهلاء والعابثين. ان الحكومة الرشيدة بقيادة جلالة الملك المفدى وكل الشرفاء ستضرب بيد من حديد كل العابثين بامن هذا الوطن الغالي وسنبقى الاخوة رغم كيد العابثين والاعداء. حماك اللة يا اردن ملكا وحكومة وشعبا.
2- اطلالة ماهر ابو طير
ضمير || 12/12/2010 10:05:25 AM بتوقيت الأردن
الملاك الماهر اسعدت صباحا
لم ولن نسمح لأي كان التلاعب بأوراق الوطن .. فهذة بلدنا ولن نخون عهودها ..
و اسعد الله صباح وطن فية دستور
3- مجرد اقتراح
مغترب || 12/12/2010 11:51:46 AM بتوقيت الأردن
اليس للجهات التعليمية في المرحلة الابتدائية والمتوسطه مسئولية عما يحدث؟؟ التعليم والتربية المنزلية هو الاساس الاول والاخير في ضبط النفس ومعرفة الصواب من غيره, عندما تقوم المدارس وتقوم الامهات بغرس محبة الوطن العربي والاسلامي((( ككل ))) في قلوب الاطفال فلن تعدو مشاكل الرياضة عن تكون زعل لساعة او اقل بقليل, عندها فقط سيصبح مشجع نادي الرمثا يصفق لفوز اتحاد الرمثا, ومشجع نادي الوحدات يطير فرحا لفوز النادي الفيصلي على الكرامه السوري...ومشجع النادي الفيصلي يركب بنفس الطائرة المقلة لفريق الوحدات حتى يكون من جماهير النادي...استاذ ماهر تعب القلب والله تعب
4- حقيقة واقعنا
مأمون جاداللة || 12/12/2010 12:48:14 PM بتوقيت الأردن
الأخ ماهر صباح الخير لك والأجمل وطن نعيش على ترابه وأنني بكل ثقه اطمئنك والجميع بأن غالبيتنا والنسبه الأكبر من شعبتنا الطيب على أختلافه يعون جيداً الأرتباط الأزلي الوثيق بينهم ويقدسون الوحدة الوطنيه لأنها كانت نتاج طبيعي وحتمي لأمتزاج حبات العرق بينهم وهم في سعيهم الحثيث لبناء وأعلاءشأن هذا البلد الخير وأيظاً التداخل الأجتماعي في النسب وغيره وأهم من كل ذالك الأصاله والمعدن الطيب الذي يمتاز بكثير من الخير والمحبه وأستقي كل ذالك من ما المسه وألاحظه فيمن حولي فأنا أسكن في عمارة لي جيران من الكرك وأربد وأقسم بأننا نحب ونحترم ونخاف على بعضنا بعضاً لا أبالغ أكثر من أقاربنا فلا الوحدات ولا الفيصلي ولا كل المهاترات ألتي تفتعلها بعض الفئات الضاله قد تغير من محبتنا وخوفنا على بعضنا البعض قيد أنمله ودام هذا الوطن الحبيب واحة أستقرار وأمان للجميع وخسئه كل من يعتقد أن بمقدوره زرع الفتنه بين أبناءه وشكراً للجميع