الأنظمة البيئية
* الكائنات الحية وبيئاتها :
تبقى بعض الكائنات الحية ضمن بقعة من الأرض طالما تُوفر لها بيئتها المحيطة كل احتياجاتها ، وتتكون البيئة الطبيعية من المواد والأشياء غير الحية الموجودة في منطقة ما مثل التربة والجو والتضاريس والهواء والماء .
يدعى كائن حي في بيئة ما فرداً ، فمثلاً جندب واحد في أحد الحقول هو فرد ، أما مجموعة جنادب الحقل كلها فهي مجتمع الجنادب . ويدعى كل السكان الذين يتعايشون معاً في محيط ما (بيئة ما) باسم المجتمع . يتكون المجتمع من سكان متنوعين ويتفاعل المجتمع مع بيئته حيث يؤثر فيها ويتأثر بها . يمثل المجتمع والبيئة المحيطة نظاماً بيئياً .
سؤال : مم يتكون النظام البيئي ؟
يمثل الفرد من حيوان المها جزءاً من مجتمع المها ، أما مجموع الحيوانات والنباتات فيمثل المجتمع الكبير ، يتفاعل المجتمع مع البيئة الطبيعية تفاعلاً متبادلاً وينتج عن هذا التفاعل نظام بيئي .
* المواطن والبيئات الملائمة :
لكل مجموعة من الكائنات الحية مكان تعيش فيه وهو ما يمكن أن نسميه موطنها . يسود في الموطن نظام بيئي خاص ، فقد يكون صحراوياً ، أو معتدلاً ، أو بحرياً أو نهرياً (بيئة مياه عذبة) .
يعيش النسر الذهبي والبوم القرني في موطن واحد ، ولكن للنسور في مجتمعها عادات في الصيد تختلف عن عادات البوم القرني الذي يشاركها الموطن ، فمثلاً تحلق النسور خلال النهار فوق الأراضي المكشوفة الواسعة لتصطاد الحيوانات الصغيرة مثل الفئران ، والبوم القرني يشارك النسر في صيد الفئران ولكنه يصطاد في الليل . ويسبب اختلاف عادات الصيد لكل من النسر الذهبي والبوم القرني يكون لكل منهما دور مختلف عن الآخر في موطنه .
يعيش جميع السكان في النظام البيئي الصحي المتوازن معتمدين على بعضهم البعض في حياتهم ، ولتوضيح ذلك نقول يحافظ النسر الذهبي بأكله الفئران على عددها من أن يزداد ، فالفئران تأكل نوعاً من الحبوب ، فإذا زاد عددها فقد تؤدي إلى اختفاء نباتات الحبوب ، وفي نفس الوقت تحافظ الفئران على استمرار حياة البوم القرني ، فإذا كان عدد الفئران قليلاً وعدد البوم كثيراً فإن بعض طيور البوم تموت ، باختصار هنالك توازن بيئي يجب الحفاظ عليه ، وإذا تدخل الإنسان وخرب هذا التوازن بشكل كبير وعميق فإن العواقب ستكون وخيمة
وفوق ذلك فالتفاعل المتبادل بين النباتات والحيوانات تساعد في بقاء نسبة الأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون في الجو ، ينتج الماء عن العمليات الحيوية المختلفة للحيوانات والنباتات وهذا الماء يلعب دوراً رئيساً في "دورة الماء في الطبيعة" .
* العوامل المحددة :
تحدد البيئة بشكل كبير نوع النظام البيئي الذي سيسود فيها ، فنوعية التربة ودرجات الحرارة وكميات هطول الأمطار تساعد في معرفة أنواع النباتات التي ستنمو فيها ، نباتات الصبار على سبيل المثال تكيفت للعيش في الصحراء ، البيئة الصحراوية تقل فيها الأمطار ووعند هطولها يمتصها الرمل بسرعة ، ولكن جذور نباتات الصبار التي تنمو قريبة من السطح تمتص الماء بسرعة عند توافره ، أنواع النباتات وأعدادها تحدد أنواع الحيوانات التي ستعيش في نظام بيئي معين ، وإذا كانت أنواع النباتات قليلة فإن الحيوانات الساكنة في المنطقة ستكون قليلة .
حيوانات الرنة مثلاً ترعى من نباتات قليلة موجودة في منطقة القطب الشمالي ، وتحتاج حيوانات الرنة للانتقال والتحرك بقطعان صغيرة الأعداد أو مجموعات من مكان إلى آخر بحثاً عن الغذاء .
تؤثر كمية ونوعية الغذاء في المصدر البيئي على عدد ونوعية سكانه ، ففي منطقة ما قد تجد أعداداً أكبر من النباتات والحيوانات عما تجده في منطقة أخرى . تعرف كثافة السكان في منطقة ما من عدد الحيوانات المختلفة التي تقطنها ، فكلما زاد العدد كانت الكثافة أعلى والعكس بالعكس .
سؤال : عرِّف الكثافة السكانية ؟
التربة في الغابات الشرقية في الولايات المتحدة تحوي الكثير من المواد العضوية ، هذا النوع من التربة يحفظ الماء جيداً ويدعم الكثير من الكائنات الحية ، تسمح درجة الحرارة المعتدلة ومعدلات هطول الأمطار الكبيرة في تلك المناطق لمجموعة متنوعة من النباتات بالنمو فيها .
في المناطق الصحراوية الرملية التي تتميز بدرجات حرارة عالية ومعدلات هطول قليلة ينمو عدد قليل من أنواع النباتات .
* الخلاصة :
مجموعة الأفراد من نوع واحد تمثل مجتمعاً صغيراً ، أما الأنواع المختلفة من الأحياء التي تعيش معاً فهي ما نسميه المجتمع ، المجتمعات والنبات المحيطة بها تسمى النظام البيئي . لكل كائن حي في النظام البيئي دوره ، وهو يتفاعل مع بقية أفراد المجتمع تفاعلاً متبادلاً . تحدد العوامل المختلفة المكونة للنظام البيئي نوعية وعدد سكان المجتمع الذي يقطنه وبالتالي تؤثر على كثافته السكانية .