شُہعـآإع آلآحِسہآإسَ المدير العام
عدد المساهمات : 569 تاريخ التسجيل : 04/02/2010 العمر : 37 الموقع : www.al-amprator2.alafdal.net
| موضوع: أبن بطوطة الجمعة فبراير 05, 2010 1:32 am | |
| ابن بطوطة الدين و التاريخ و الفن في خراسان يعتبر الرحالة الشهير ابن بطوطة الذي زار طوس عام 734 هـ ق أحد أقدم و أهم الذين كتبوا حول ضريح الإمام الرضا (ع) و هو يوضح في تاريخه إلى أن ضريح الأمام علي بن موسي الرضا كان يتميز في ذلك التاريخ بأعمار و اهتمام كبيرين. و تحتفظ المكتبة الرضويه بكتب نفيسه و مخطوطات و نسخ من القرآن الكريم يعود تاريخها للقرنين الرابع و الخامس الهجريين. تؤكد كافه القرائن و الشواهد التاريخيه أن مدينه مشهد الحالية مركز إقليم خرا سان (شمال شرق إيران) لم تكن لتحتل موقعها و مكانتها الاسلاميه الرفعيه قديماً و حديثاً لولا احتضانها لمرقد الإمام علي بن موسي الرضا ثامن ائمه أهل البيت عليهم السلام، حيث بدأت هذه المدينة التي لم تكن سوي قريه صغيره (سناباد) تتحول شيئا فشيئا الي مأوي لمحبي أهل البيت و السائرين علي نهجهم حتى غدت خلال القرون الأخير واحده من اكبر مدن إقليم خرا سان علي الإطلاق. و تتفق الروايات في إطار حديثها عن تطور بناء الحرم الرضوي علي أن الإمام الرضا (ع) عندما توفي عام 203 هـ ق مسموماً في الحادث الذي دبره له الخليفة العباسي السابع المأمون قد دفن في بيت حميد بن قحطبه والي خراسان، و هو نفس البيت الذي كان قد دفن فيه قبله بعشر سنوات الخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد. و لكن كيف حصلت مثل هذه الصدفة التي يدفن فيها أمام معصوم و شخصيه عملاقه تجمعت فيها كل خصال الصالحين من تقوي و ورع و علم و تواضع الي جانب حاكم طاغية متجبر تجمعت فيه كل خصال الظالمين من لؤم و ترف و فساد؟ و تشير نفس الروايات الي أن هارون الرشيد كان قد قصد خراسان عام 191 هـ ق لغرض الاستجمام و الراحة و التمتع بطبيعة المدينة بدعوة من واليها حميد الخراساني، علي أن الرشيد لم يكد يمضي بضعه أيام من وجوده في خراسان حتى عاجله المرض و جعله عاجزاً عن العودة لبغداد مما اضطره الي البقاء في قصر مضيفه والي خراسان حتى وفاته عام 193 هـ ق فدفن وسط هذا القصر. و بعد أن استقر الحكم لصالح المأمون اثر مقتل أخيه الأمين عام 198، و دعوه الإمام الرضا من المدينة الي خرا سان عام 201 هـ ق و استشهاد مسموماً عام 203 هـ ق أراد المأمون أن يغطي علي فعلته بسم الإمام فقرر أن يدفن الجسد الطاهر للإمام (ع) الي جوار قبر أبيه الرشيد الذي كان قد بني له قبه خاص وسط القصر، لذا يمكن القول أن أول قبه بنيت لضريح الإمام الرضا (ع) يعود تاريخها الي بداية القرن الثالث الهجري، علي أن المسألة المثيرة للتأمل حقاً في هذا المجال هي أن هذه البقعة التي شاءت الأقدار أن تضم جسدين الأول لإمام معصوم و الثاني لطاغية متجبر يبدو و كأنها أبت إلا أن تعطي لكل ذي حق حقه، و هذه هي سنه التاريخ التي لا يمكن أن يحيد عنها أي مخلوق من كان عمله لله بقي خالداً مخلداً و مكرماً و من عمل لهواه و نفسه لابد و أن يلفه النسيان و الإهمال و التجاهل و لعنات الباقين، فلقد تحول قبر هارون الرشيد و بمجرد انتهاء الحكم العباسي الأول و بعد عده عقود من السنين الي نسي منسي لتسحقه أقدام القاصدين لزيارة مرقد الإمام الرضا (ع) الذي لا يبعد عنه سوي عده أمتار فقط، بينما توضح الوقائع أن المرقد الرضوي المقدس لم يتعرض للتخريب إلا من قبل الغزاة و أعداء الإسلام، مره في القرن الرابع الهجري علي يد سبكتكين الغزنوي و مره أخرى علي يد هولاكو في القرن السابع الهجري (618 هـ ق) و مره ثالثه لهجوم الاوزبك علي يد الغزاة الروس في أوائل القرن العشرين، و طيلة القرون الماضية بقيت الروضه الرضويه الشريفة تحظى باهتمام متواصل علي مختلف العصور و من قبل غالبيه الحكام و السلاطين الذين كان بعضهم يتعمد إظهار اهتمامه و احترامه لمرقد الإمام الرضا (ع) طبعاً في كسب ولاء عامه محبي أهل البيت. و يعتبر الرحالة الشهير ابن بطوطة الذي زار طوس عام 734 هـ ق أحد اقدم و أهم الذين كتبوا حول ضريح الإمام الرضا (ع) و هو يوضح في تاريخه الي أن ضريح الإمام علي بن موسي الرضا كان يتميز في ذلك التاريخ اعماراً و اهتماماً كبيراً، و يحتمل المؤرخون أن يعود الفضل في هذا الأعمار الي السلطان محمد خدابنده الذي اشتهر بتشيعه و في أيام الملك شاهرخ التيموري الذي خضعت خراسان لحكمه بين (807 ـ 850) هـ ق بادرت زوجته (گوهر شاد) الي بناء ابنيه تابعه للضريح و من هذه الابنيه رواقين سميت فيما بعد بدار الحفاظ و دار السياده اضافه الي بنائها لمسجد سمي ايضا بمسجد (گوهر شاد) الذي اكمل بناءه قوام الدين الشيرازي احد اشهر المعماريين آنذاك. و خلال عهد السلطان حسين بايقرا (875 ـ 912) هـ ق تم بناء الصحن العتيق للحرم اما السلاطين الصفويين فقد اولوا الحرم الرضوي اهتماماً فائقاً و من بين الآثار التي شيدت او شهدت رعايه خاص يمكن الاشاره الي تذهيب قبه الضريح و المناره، و في عهد الشاه عباس الصفوي الذي حكم بين (996 ـ 1038) هـ ق تمت توسعه الصحن العتيق و تذهيب و تجديد قبه الضريح مره ثانيه. و في عهد الشاه سليمان الصفوي (1077 ـ 1105) هـ ق تمت اعاده بناء و تجديد قسم كبير من الحرم الرضوي الشريف و ذلك اثر الخراب الذي لحق به نتيجه تعرض مدينه مشهد لزلزال شديد، كذلك تم في عهد الشاه سليمان بناء عده مدارس و اروقه جديده، تواصل الاهتمام بمرقد الإمام الرضا علي عهد نادرشاه (1100 ـ 1160) حيث تم استحداث مكان لسقايه الماء وسط الصحن العتيق و تم شق ساقيه ماء تمر اسفل حوض سقايه الماء، و لا يزال مكان السقي هذا قائماً الي يومنا هذا بعد اجراء بعض الاصطلاحات و التغييرات المختصره عليه. كذلك تواصلت في عهد نادر و أخيه ابراهيم خان اعمال التذهيب للمناره و القبه و اعمال بناء اعمده الاروقه بالمر مر. اما خلال عهد الملك فتح علي شاه القاجاري (1212 ـ 1250) هـ ق فقد تم البدء ببناء الصحن الجديد الذي استمرر بناؤه في أيام الملك محمد شاه، و لم يفتتح بناء الصحن الجديد إلا في عهد ناصر الدين شاه (1264 ـ 1313) الذي قام من جهته بتذهيب الايوان الخاص بهذا الصحن، و لا يزال يسمي هذا الايوان بايوان ناصري. و في أيام حكومه مظفر الدين شاه (1313 ـ 1324) تمت اعاده اعمار كلا الصحنين العتيق و الجديد. الحرم الرضوي يتعرض للاعتداء الاجنبي في عام 1330 هـ ق المصادف 1912 م تعرض الحرم الرضوي الشريف لعدوان روسي مسلح بذريعه الحفاظ علي ارواح الرعايا الروس في مشهد و اعاده الامن و النظام للمدينه و ذلك في خطوه قصد منها دعم محمد علي شاه و الحفاظ علي المصالح الروسيه في إيران، و خلال هذا العدوان تعرض الضريح المقدس للإمام الرضا (ع) لقصف المدفعيه الروسيه، إلا أن التخريب الذي اصاب الضريح و بعض الابنيه العائده له تم اصلاحه بسرعه بفعل جهود و تبرعات الاخيار و المحسنين. اما بعد الحكم القاجاري فقد استمرت عمليات توسيع الروضه الرضويه، و بلغت هدايا أهل البر و الاحسان مبالغ طائله مما سهل عمليات التوسيع هذه بصوره ملموسه. علي انه و بعد قيام الجمهوريه الاسلاميه عام 1979 اصبحت الروضه الرضويه و المنطقه المحيطه بها تحظي بمشاريع عمرانيه و خدميه واسعه النطاق حيث تم في السنوات الاخيره شق نفق دائري حول الحرم الرضوي و يتصل بالشوارع المحيطه به لتسهل حركه المرور و الوصول اليه كما تم بناء جامعه للعلوم الاسلاميه اضافه الي بناء مكتبه ضخمه و متحف و مستوصف و عده اروقه أخرى، و كل هذا الاهتمام استهدف استيعاب الاعداد الضخمه من زوار ضريح الإمام الرضا (ع) الذين يبلغ عددهم في بعض المناسبات المليوني زائر. صحون الحرم الرضوي الشريف يتألف الحرم الرضوي الشريف حاليا من خمس (صحون) ساحات رئيسيه في الوقت الحاضر هي: اولاً: الساحه القديمه (الصحن العتيق) و تسمي الآن بساحه الثوره (صحن انقلاب) و يقع الي الجهه الشماليه من الحرم و يبلغ طوله 104 م و عرضه 64 م و يشتمل علي اربعه اواوين، و انشيء وسط هذا الصحن حوض ماء. ثانياً: الساحه الجديده (الصحن الجديد) و تسمي الآن بساحه الحريه (صحن آزادي) و تقع الي الجهه الشرقيه من الحرم و تبلغ ابعادها 5،81 م طولاً و 51 م عرضاً و يشتمل هذا الصحن علي اربعه اواوين ايضا. ثالثاً: ساحه المتحف (صحن موزه) و سميت ببعد الثوره الاسلاميه بساحه الإمام (صحن أمام) و تشتمل علي بنايات المتحف و المكتبة و الخزينه، قد انشأ هذا الصحن و ما يشتمل عليه من بنايات عام 1947 م. رابعاً: ساحه الجمهوريه الاسلاميه (صحن جمهوري اسلامي) التي اقيمت بعد انتصار الثوره الاسلاميه و تبلغ مساحتها 25 الف متر مربع و تقع الي جانب مسجد (گوهر شاد) و تتصل برواق دار السياده. خامساً: ساحه القدس (صحن قدس) و تم انشاؤها بعد الثوره الاسلاميه ايضا تقع أمام صحن الإمام و مسجد (گوهر شاد) و تبلغ مساحتها حوالي 60 الف متر مربع. الاروقه يشتمل الحرم الرضوي الشريف علي خمسه عشر رواقاً و هي: دار الحفاظ و دار السياده و الرواقين بنتهما السيده (گوهر شاد) و مسجد بالاسر بناه ابو الحسن عراقي في عام 429 هـ ق، و رواق حاتم خاني و بناه حاتم بيك احد امراء الدوله الصفويه، و رواق وردي خان و بناه الله وردي احد امراء الدوله الصفويه ايضاً، و دار السعاده و انشأه علي اضغرخان اتابك في العهد القاجاري، و دار الضيافه و أنشأ في العهد القاجاري ايضاً، و دار الولايه و بني بعد قيام الجمهوريه الاسلاميه. و هناك اروقه عديده أخرى بنيت خلال عده عصور و حكومات و من هذه الاروقه دار الذكر و دار السرور و دار العزه و دار السلام و دار الشكر و دار 00 المكتبة الرضويه العامه لا توجد لدي المحققين معلومات دقيقه حول التاريخ تأسيس المكتبة الرضويه رغم أن هذه المكتبة تحتفظ بكتب نفيسه و مخطوطات و نسخ من القرآن الكريم يعود تاريخها للقرنين الرابع و الخامس الهجريين، غير أن الشيء المؤكد هو أن المكتبة الرضويه كانت موجوده في القرن التاسع الهجري و كان يطلق عليها آنذاك (خزانه الكتب) حيث توجد الآن العديد من الكتب الموقوفه و المهداه الي خزانه الكتب و التي يعود تاريخها الي بدايات القرن التاسع. و لكن بعد تعرض خراسان لهجوم الاوزبك تعرضت المكتبة الرضويه الي اضرار فادحه مما دعا الشاه عباس الصفوي الي اعاده تنظيمها. و خلال العهدين الصفوي و القاجاري شهدت المكتبة رعايه ملموسه و بناء المكتبة الحالية تم افتتاحه في عام 1975 و يتألف من خمسه طوابق مجهزه بأحدث وسائل حفظ الكتب. و وفقاً لاحصاء عام 1986 فان المكتبة الرضويه تضم اكثر من 200 ألف كتاب الاّ أن هذا العدد ارتفع خلال السنوات العشره الاخيره الي نصف مليون كتاب. كما تضم المكتبة الرضويه اكثر من 15 ألف كتاب مخطوط و حوالي 2300 نسخه قرآنيه نفيسه يعود تاريخ بعضها الي ما قبل الف عام مضي. و في نفس بنايه المكتبة الرضويه يوجد المتحف الرضوي الذي يحرص زوار الإمام (ع) عاده علي زيارته ايضاً لما يحتويه من آثار تاريخيه متنوعه كالمسكوكات القديمه و السجاد الايراني الشهير و المجوهرات و المزهريات و السيوف و ادوات الحرب التي يرجع تاريخها الي ما قبل الإسلام و بعده. و الي جانب ما تمت الاشاره اليه من الاقسام و المؤسسات فان الحرم يشتمل حالياً علي جامعه للعلوم الاسلاميه تم افتتاحها بعد انتصار الثوره الاسلاميه و تتألف من 22 فصلاً دراسياً و 250 غرفه لاقامه الطلاب و تتوفر في هذه الجامعه التي تبلغ مساحتها 22 ألف متر مربع مختلف الخدمات التي يحتاجها طالب العلوم الاسلاميه. و من المؤسسات التابعه للحرم الرضوي التي افتتحت بعد الثوره هي مؤسسه التحقيقات الاسلاميه المعنيه بشؤون التحقيقات و الدراسات الاسلاميه و باصدار الكتب و المحلات بمختلف اللغات لاسيما الفارسيه و الانكليزيه و العربيه | |
|