هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات شعاع الاحساس
منتديات شعاع الاحساس ترحب بكم يسرنا انضمامكم لنا للتسجيل والاشتراك معنا تفضل بالدخولهنا وان كنت قد قمت بالتسجيل يمكنك الدخول من هنا ...وان كنت لا تعرف آلية التسجيل اضغط هنا ننصحكم باستخدام متصفح موزيلا فيرفوكس لتحميل البرنامج من هنا ...
عدد المساهمات : 297 تاريخ التسجيل : 28/12/2010 العمر : 32
موضوع: (رباعيات الوحدات) .. عندما يختلط الإنجاز بالإعجاز الأحد مايو 22, 2011 10:34 am
مارد الكرة الأردنية يضرب بقوة .. فهل من منافس؟
عمان - محمد العياصرة- يبدو بان اصعب المهام واكثرها تعقيداً في هذه الايام، هي حشد المفردات وعبارات الغزل تعبيراً عن الانجازات الاعجازية التي اعتاد عليها الوحدات واعتدت بها جماهيره العريضة. قبل موسمين، كان من السهل جداً ان نتحدث عن «رباعية» الوحدات ونسيل لها كثيراً من الحبر باعتبارها سابقة تاريخية قد لا تتكرر على الاطلاق .. أو على الاقل حتى نهاية القرن الحالي، لكن العودة السريعة للكتيبة الوحداتية لتكرر هذا الحدث الاسطوري لم يمنحنا الوقت الكافي لانتقاء الكلمات التي تليق بمقام «الامبراطور الاخضر». عندما يفرض المنطق نفسه لا نحتاج الى الاجتهاد والتأليف، فقد سطر الوحدات اسمه في كتاب الرياضة الاردنية بحروف من ذهب، واذا كان الحديث عن الحصاد المذهل لـ «زعيم المحترفين» يستحق التأريخ في رواية من سلسلة «الف ليلة وليلة»، فان الصورة التي عكسها الوحدات هذا الموسم عبر تألق لاعبيه، وعزيمة مدربيه، وكثافة جماهيره، واحترافية ادارته بدءا من السابقة ووصولا الى اللاحقة (الحالية).. هي حكاية اخرى تعكس الوجه الحقيقي لفريق ابى الا ان يكون القطب الاوحد للكرة الاردنية. «بانتظار المنافس» .. هو عنوان لطالما استخدمه الزملاء في «الرأي» طوال الموسم المنقضي، والسؤال هنا واضح المغزى عميق المعاني، «من يقدر على مقارعة الوحدات؟»، بل اننا بكل فخر واعتزاز نتغنى بممثل الكرة الاردنية الذي لم يعرف طعم الهزيمة على الصعيد الاسيوي املاً بتواصل المشوار حتى النهاية .. ليكمل الوحدات عقد الخماسية بنجاح. ليس اجحافاً بحق الاندية، لكن ما يسعنا ان نقول في فريق عجزت جميع الفرق المحترفة محلياً الى جانب نخبة الاندية الاسيوية عن هزيمته، بل ان الامر احتاج الى قرار اتحادي لتخسير الوحدات «اعتبارياً» وكأن السبب هو ابعاد «العين» عن الوحدات خوفاً من الحاسدين، والارقام تتحدث عن فريق خاض حتى الان (32) مباراة محلية و(6) قارية لم يخسر في اي منها .. بل ان معدل انتصاراته وصل بالمجمل الى (85%)، الامر الذي يؤكد ان بطل الكرة الاردنية من كوكب اخر! تقديراً للوحدات، وتعاطفاً مع باقي الاندية .. فقد اظهر الموسم الحالي فوارق واسعة بين البطل والمنافسين، وانصافاً لمستوى الوحدات كان من الصعب وصف بقية الفرق بـ «المنافسين» .. فهم كانوا اشبه بـ «المكملين» للوحة الفريدة التي رسمها الوحدات دون مضايقة او تعكير، وللتذكير .. فان الوحدات نال لقب الدرع بعد خمسة انتصارات متتالية، وقبض على كأس الكؤوس بعد فوزه على الفيصلي -حامل لقب دوري الموسم الماضي-، واستعاد لقب الدوري دون عناء يذكر، حيث انهى المشوار بفارق (17) نقطة عن اقرب المطاردين، وانتهت حكاية الوحدات مع الالقاب عبر كأس الاردن ومن خلال خمس انتصارات وتعادل وحيد امام اليرموك الذي جاء بهدف التعديل في الوقت المبدد وفي مباراة تحصيل حاصل بعدما ان انجز الوحدات مهمته بالذهاب! وفي لغة الارقام، سجل الوحدات في بطولة الدرع دزينة من الاهداف مقابل هدف وحيد دخل مرماه، وتشابه الامر في الكأس عندما دك الوحدات شباك المنافسين بـ(14) هدف مقابل هدفين قبلتها شباكه، وحسم لقب كأس الكؤوس بهدف وحيد، في حين ارتفعت الغلة التهديفية بالدوري عبر (46) هدف مقابل (16) اصابت شباكه، لتكون المحصلة (73) هدف امتع بها الوحدات جماهيره في (32) مباراة مقابل (19) هدف دخلوا مرماه، ما يعني ان معدل الوحدات التهديفي وصل الى (2.3) في المباراة الواحدة مقابل تقريباً هدف في كل مباراتين يقبلهم الوحدات في المباريات المحلية وفي مختلف البطولات. قارياً، بات الوحدات قريباً من هدفه المئوي في بطولة كأس الاتحاد الاسيوي، وبعد تسجيله (11) هدف في الدور الاول من البطولة الحالية، اصبح الوحدات يملك في رصيده (82) هدف، وهو على بعد (18) هدف فقط ليصبح اول فريق اردني يصل للهدف رقم (100) اسيوياً، واذا ما وصل الوحدات للمباراة النهائية، سيبقى امامه ست مباريات قارية هذا الموسم، وبارتفاع معدله التهديفي سيصل للقب القاري وللهدف المئوي هذا العام، وليكمل بالتالي انجازاً اعجازياً على المستوى المحلي والقاري. وفي حسابات الالقاب، وصل الوحدات هذا الموسم الى اللقب (39) على صعيد مختلف البطولات، لكن المفارقة الغريبة هي ان «المارد» حصد في اقل من ثلاثة اعوام (10) القاب، ما يعني ان الوحدات جمع ربع القابه التاريخية في موسمين، في حين حصد الوحدات منذ بداية الالفية الثانية (20) لقب محلي، ما يؤكد ان السنوات العشر الاخيرة كانت الاكثر عطاء على مر التاريخ نسبة للوحدات. الارقام تتحدث والتاريخ يسجل، والوحدات ما يزال معطاء لجماهيره الوفية، وانموذج في التطور والازدهار الرياضي، واذا كان الملفت في هذه الايام الخضراء هو رباعية الوحدات التي باتت تضاهي في شهرتها «رباعيات الخيام»، فان القادم يبشر بما هو افضل .. وان كان الوحدات لم يترك ما هو افضل!
.. أسرار التألق من الصعب جداً حصر الاسباب التي منحت الوحدات هذا الامتياز في الموسم الحالي ووضعته على القمة بعيداً عن اي اطماع محتملة للمنافسين، لكننا هنا نسرد بعضاً من مقادير «الخلطة السحرية» التي افردت الوحدات في الريادة. قد يكون احد اهم اسرار التألق في هذا الموسم هو قائد الفريق رأفت علي، لكن كيل المديح هنا لن يصف ابداعات هذا النجم والذي بات رمزاً للوحدات وقد نرى صورته فيما بعد على شعار النادي، ذلك ان «بيكاسو» قدم موسماً استثنائياً كهداف وصانع العاب ومدرب داخل الملعب .. ليكون السبب الرئيسي في الحصاد الوفير. وعند الحديث عن دوافع الابداع الوحداتي تلوح في الافق عزيمة فريق متماسك لم يهتز رغم الاهتزاز المادي لصندوق النادي، ولأن الانتماء والحب هو شعار جميع اللاعبين .. لم نسمع عن مقاطعة اللاعبين للتمارين او صراع البعض مع الادارة عند تأخر الرواتب، الامر الذي يؤكد بان الهدف من تمثيل الفريق هو الرغبة والارتباط بعيداً عن الدافع المادي والوظيفي. تتعدد اركان النجاح لتصل الى المنظومة الادارية التي تتخذ من الديمقراطية شعاراً لها، ولاننا افتقدنا لحماس المنافسة في الموسم الكروي، فان هذا الحماس والتشويق يظهر مع انتخابات مجلس ادارة النادي الذي يعطي للجميع درساً بالمجان ويؤكد ان نجاح الفرق هو عمل جماعي يعود لهيئة عامة كبيرة تأخذ زمام المبادرة وتتحمل مسؤولية قراراتها وتختار الانسب لقيادة السفينة نحو شاطىء الانجاز. اخر الاسباب التي لا يمكن حصرها، هو جمهور عريض متحمس ووفي يدرك انه شريك في الانجاز، نجده دائماً على الموعد ومتى احتاجه الفريق، نراه على الدوام يقف خلف فريقه في السراء والضراء ويشجع ويهتف بحماس وبروح رياضية مثالية، ليكون الرقيب والحبيب في الوقت نفسه، وليمنح فريقه الكثير مما تفتقده معظم الاندية محلياً.
بين دراجان وسلمان اختلف عشاق الوحدات بين انجاز المدير الفني الكرواتي دراجان تالايتش في الموسم الحالي، وما فعله العراقي اكرم سلمان قبل موسمين، وذهب البعض الى ان «رباعية سلمان» كانت الاجمل كونها الاولى وسط تنافس اشد مما واجهه الفريق في هذا الموسم، لكن الطرف الاخر يعتقد ان دراجان له فضل كبير خاصة برحيل ابرز نجوم الفريق في الاياب امثال عامر ذيب وحسن عبد الفتاح مع اصابة احمد عبد الحليم وعقوبة عامر شفيع. وللتذكير .. فان الوحدات برفقة العراقي سلمان حصد لقب الدوري في الاسبوع الاخير وبفارق نقطتين عن شباب الاردن، واربعة عن الفيصلي، وجاء لقب كأس الكؤوس على حساب الفيصلي، وكأس الاردن امام شباب الاردن، وحُسم الدرع بفارق الركلات الترجيحية عن البقعة، ما يؤكد صعوبة البطولات الاربع في ذلك الموسم بخلاف الموسم الحالي، لكن ذلك لا يعني ان الوحدات تراجع في مستواه، بل ان الفرق المنافسة هي التي تراجعت في الوقت الذي واصل فيه الوحدات تقدمه وارتقاءه. بين رباعية سلمان ودراجان انقسمت الاراء، لكن الخبر اليقين هو ان الوحدات بطلاً لجميع البطولات في ذلك الموسم وهذا العام، وان جميع المنافسين عجزوا عن مقارعة البطل بشكل يثير الاستغراب، واذا كان الوحدات امسك بخيوط المجد من جميع اطرافه في هذا الموسم، فان ذلك لا يعني انه حقق كل تطلعاته .. فهو ما يزال حتى هذه اللحظة بانتظار المنافس؟