إعجاز القرآن
أ- الإعجاز
ب- تعريف المعجزة
جـ- شروط المعجزة
د- الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر
هـ -تنوع المعجزة وحكمته (القسم الأول: المعجزات الحسية -القسم الثاني: المعجزات العقلية)
و- تحدي القرآن للعرب وبيان عجزهم
أ-الإعجاز
الإعجاز: إثبات العجز، والعجز: ضد القدرة، وهو القصور عن فعل الشيء.
ب-تعريف المعجزة: هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة. يظهر على يد مدعي النبوة موافقاً لدعواه.
ج-شروط المعجزة.
-1 أن تكون المعجزة خارقة للعادة غير ما اعتاد عليه الناس من سنن
الكون والظواهر الطبيعية.
-2
أن تكون المعجزة مقرونة بالتحدي للمكذبين أو الشاكين.
-3
أن تكون المعجزة سالمة عن المعارضة، فمتى أمكن أن يعارض هذا الأمر ويأتي بمثله، بطل أن تكون معجزة.
د-الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر
قد يكرم الله تعالى بعض أوليائه من المتقين الأبرار بأمر خارق يجريه له، ويسمى ذلك: الكرامة.
وثمة فرق شاسع بين المعجزة والكرامة ، لأن الكرامة لا يدعي صاحبها النبوة، وإنما تظهر على يده لصدقه في إتباع النبي. لأن هؤلاء الأبرار ما كانت تقع لهم هذه الخوارق لولا اعتصامهم بالاتباع الحق للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا يبين لنا أن شرط الكرامة للولي صدق الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم، لكن ليس من شرطه العصمة ، فان الولي قد يقع في المعصية، أما الأنبياء فقد عصمهم الله تعالى.
أما السحر فهو أبعد شيء عن المعجزة أو الكرامة، وان كان قد يقع فيه غرابة وعجائب، لكنه يفترق عن المعجزة والكرامة من أوجه كثيرة تظهر في شخص الساحر وفي عمل السحر.
فمما يفترق به الساحر عن الولي:
-1 ركوب متن الفسق والعصيان.
-2الطاعة للشيطان.
-3 التقرب إلى الشياطين بالكفر والجناية والمعاصي.
-4الساحر أكذب الناس وأشدهم شراً.
وأما عمل السحر فقد يكون مستغربا طريفا، لكنه لا يخرج عن طاقة الإنس والجن والحيوان، كالطيران في الهواء مثلا، بل هو أمر مقدور عليه لأنه يترتب على أسباب إذا عرفها أحد وتعاطاها صنع مثلها أو أقوى منها.
لذلك ما أن نواجه السحر بالحقيقة حتى يذهب سدى، {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69].
ومن هنا خضع السحرة لسيدنا موسى عليه السلام، لأنهم وهم أعرف الناس بالسحر، كانوا أكثر الناس يقينا بحقية معجزته، وصدق نبوته، فما وسعهم أمام جلال المعجزة الإلهية إلا أن خروا سجدا وقالوا: {آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} [ طه: 70].
هـ- تنوع المعجزة وحكمته:
تنقسم المعجزة إلى قسمين:
القسم الأول المعجزات الحسية:
مثل: معجزة الإسراء والمعراج ، وإنشقاق القمر، ونبع الماء من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، تكثير الطعام القليل…
القسم الثاني: المعجزات العقلية:
مثل الإخبار عن المغيَّبات، والقرآن الكريم.
وقد جرت سنة الله تعالى كما قضت حكمته أن يجعل معجزة كل نبي مشاكلة لما يتقن قومه ويتفوقون فيه. ولما كان الغرب قوم بيان ولسان وبلاغة، كانت معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الكبرى هي: القرآن الكريم.
و- تحدي القرآن للعرب وبيان عجزهم.
-1لقد تحدى الله العرب -وهم أهل الفصاحة- بل العالم بالقرآن كله على رؤوس الأشهاد في كل جيل بأن يأتوا بمثله، فقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} [الطور: 33-34].
وقال تعالى: {قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: 88]. فعجزوا عن الإتيان بمثله.
-2ولما كبلهم العجز عن هذا، فلم يفعلوا ما تحداهم، فجاءهم بتخفيف التحدي، فتحداهم بعشر سور، فقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [هود: 13-14].
-3 ثم أرخى لهم حبل التحدي ، ووسع لهم غاية التوسعة فتحداهم أن يأتوا بسورة واحدة، أي سورة ولو من قصار السور، فقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [يونس: 38].
إعجاز القرآن
حلقات أعدها: باسل الهندي
نتحدث في هذه الحلقات عن الإعجاز في القرآن الكريم، فقد أنعم الله على عباده بتنزيل القرآن الكريم، وفيه: هدى ورحمة، تذكرة وموعظة ودواء وشفاء.. وبما أنه كتاب سماوي كريم من لدن عزيز حكيم، فإنه يتسم بخصائص إعجازية تكاد لا تعد ولا تحصى (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا) سورة الكهف آية 109. ويقول تعالى في سورة العنكبوت الآيات 50و51 بعد بسم الله الرحمن الرحيم (وقالوا لولا انزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين. أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة و ذكرى لقوم يؤمنون) وسنأتي على تفاصيل وذكر الكثير من آياته سبحانه وتعالى التي تنطق بمعاني القرآن الكريم وإعجازه، وسنتحدث بإيجاز فالمجال في هذه المساحة لا يتسع للإحاطة بكل ما ورد من آيات يقف أمامها العلم والعلماء..
الإعجاز اللفظي والبلاغي (المعنوي) كان من أوائل دلائل الإعجاز الذي حير العلماء والفقهاء والأدباء بدء من العصر الجاهلي وحتى يومنا هذا، وسيسمر إلى يوم الدين.. فبالرغم من أن العصر الجاهلي كان اسما على مسمى في الجهل والانحطاط،إلا أنه كان عصرا متمثلا بنبوغ شعرائه وأصحاب اللسان السليط والمعسول والمسجوع.. ولكنه ومع انطلاقة بعثة الرسول محمد (صلعم) ونزول آيات القرآن الكريم، أصبح هؤلاء النوابغ يعدون كمبتدئين أو تلاميذ في علم اللغة والأدب والتعبير، فالله تبارك وتعالى قد تحداهم (وتحدانا أجمعين نجن مخلوقاته من إنس وجان) بأن نأتي بمثل هذا القرآن المعجز بقوله تعالى (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .) سورة الإسراء الآية 88. فأي تحد هذا وأين هم الإنس والجن الذين قذف في وجههم هذا التحدي طوال القرون الخمسة عشر الماضية وحتى اليوم، ومن المؤكد حتى قيام الساعة..
وقد حاول الكثيرون وعملوا جاهدين على تقليد بعض آيات وسور القرآن بعد أن تأثروا به بشكل دراماتيكي واضح، فجاءت محاولاتهم تصرخ بجهالة وتنطق بالسخف شكلا ومضمونا ومحتوى.
باختصار شديد، نقول : إن الإعجاز البلاغي في الجمل القرآنية يتلخص في أمور ثلاثة :
- الاتساق اللفظي والإيقاع الداخلي .
- دلالة القرآن بأقصر عبارة على أوسع معنى .
- إخراج المعنى المجرد في مظهر الأمر المحسوس .
ولسنا هنا في صدد الدخول بالتفصيل في سرد الإعجاز اللفظي والبلاغي في القرآن الكريم، لأن ذلك سيأخذ منا وقتا طويلا، وربما نأتي على ذكره في حلقات منفصلة. وسنقصر طرحنا هنا وفي هذه الصفحات لنخط بلغة أخرى من لغات القرآن الإعجازية، ألا وهي لغة العلم، وما نقصده بالعلم هنا: هو كل الثوابت والحقائق العلمية التي وصل إليها الإنسان (في أزمنة مختلفة) انطلاقا من نظريات ومعادلات وإثباتات، وغيرها، وصولا إلى الحقيقة اليقينية الثابتةScientist Fact
هل قام محمد (صلعم) بتأليف القرآن؟؟!!
في هذه المناسبة نوجه اسأله إلى الذين يدعون بأن محمد صلى الله عليه وسلم قد كتب وألف القرآن الكريم بنفسه،وبملء إرادته !! ولنحسب بأن محمدا (صلعم) قد كتب القرآن " والعياذ بالله من هذا القول " .ز فلماذا إذا اختار محمد أن ينسب القرآن إلى الله عز وجل، مع أنه كان باستطاعته (إن كان صحيحا ما يتهمونه به) أن يدعي الألوهية والربوبية!! ولكن حاشى لله، فهو كما قال عن نفسه وكما أكد القرآن الكريم " هو رسول الله قد جاءنا من أنفسنا بشيرا ونذيرا ،حريص علينا بالمؤمنين رؤوف رحيم .
حالة الجزيرة العربية قبل نزول القرآن الكريم.
علينا تصور حالة شبه الجزيرة العربية قبيل نزول الوحي القرآني على الرسول محمد، فنحن في القرن السابع للميلاد (ميلاد سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام) والعصر عصرا جاهليا يتسم بكل ما للانحطاط من معاني، انحطاط إنساني وروحاني وأخلاقي واجتماعي وعلمي، والى غير ذلك من صور الجاهلية والتخلف. ومن الثابت فعلا، أنه في فترة تنزيل القرآن (أي تلك التي تمتد على مدى عشرين عاما تقريبا،قبل وبعد عام الهجرة في 622 ميلادية) كانت المعارف العلمية في مرحلة ركود منذ عدة قرون، كما إن عصر الحضارة الإسلامية النشط مع الازدهار العلمي الذي واكبها كان لاحقا لنهاية تنزيل القرآن .
سؤال آخر نطرحه على أصحاب العقل والمنطق! كيف يمكن لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو التاجر الأمي البسيط والذي كان يعرف بين أهله وعشيرته وبنو قومه بـ (الأمين)،كيف يمكنه أن ينطق بحقائق علمية مذهلة لم تكتشف إلا بعد مرور قرون عدة على بعثته الكريمة؟؟؟ وهناك حقائق لا يزال يماط اللثام عنها ويعلن عن اكتشافها في أيامنا هذه ومع بدايات القرن الحادي والعشرين، تحدث عنها القرآن الكريم!!!!
إعجاز القرآن
إن القرآن الكريم يحتوي على حوالي 6236 آية، (أكثر من 1000 آية منها ذات طابع علمي).
الانفجار الكوني Big Bang
تحولت هذه الدراسة من نظرية إلى ما يسمى بالحقيقة العلمية, وتتخلص بأنه منذ حوالي 15 بليون سنة بدأ الكون بانفجار هائل لمادة تسمى (المادة الأساسية) شديدة الكثافة.هذه الحقيقة العلمية التي لم تكتشف إلا حديثا ،وقد تحدث سبحانه وتعالى عنها في القرآن الكريم
أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون.) الأنبياء29.
التوسع الكوني Expanding Universe
في عام 1925 اكتشف إدوين هابل عبر الدراسة النظرية إلى أن الكون في عملية توسع مستمر.كما أن ستيفن هوكينغ، صاحب كتاب A brief History of Time، صرح بـ (أن الكون ليس جامدا كما كان سائدا في الماضي، بل إنه يتوسع!! سبحان الله الذي أورد ذلك في القرآن الكريم (والسماء بنيناها بأيد و أنا لموسعون) الذاريات 47 .
وجود مدارين للشمس والقمر
في البدء كان الاعتقاد السائد بأن الشمس تدور حول الأرض، إلى أن جاء Nicholas Copernicus في عام 1512 للميلاد مع نظرية دوران الكواكب حول الشمس!! ومن سخرية القدر أن تحكم الكنيسة وتنفذ حكم الإعدام بهذا العالم،لأنه صرح آنذاك بأن الأرض مستديرة Spherical ، بينما كانت الكنيسة متشبثة بأن الأرض مسطحة.!!!
أما الاكتشافات الحديثة فترينا بأن الشمس (نجم) تدور بسرعة 250كم /ثانية،وتستغرقها حوالي 250 مليون سنة لإكمال دورة واحدة حول مجرة درب التبانة ) التي تتبع لها مجموعتنا الشمسية) وتدور الشمس حول نفسها في 25 يوما تقريبا.(وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون.) الأنبياء33
أما القمر فهو جرم تابع للأرض يتم دورته حول الأرض في حوالي 29.5 يوما.
ملاحظة :
إن التوراة تصف الشمس والقمر بـ منيرين (مضيفة صفة الكبر إلى الشمس والصغر إلى القمر(التكوين – الإصحاح 14-19) وهذا يتناقض مع الحقائق العلمية الثابتة فالشمس هي منيرة والقمر جرم سماوي يستمد نوره من الشمس. وقد قال تعالى في القرآن الكريم: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون.) يونس 5. فالشمس تسمى في القرآن الكريم بالضياء، والقمر تسمى بالنور (تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا.) الفرقان 61. وأكدها (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا. وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا) نوح 15-16 .السراج الوهاج هو الشمس والنور هو القمر..
إذن لا شيء في القرآن يناقض كل ما نعرفه اليوم عن هذين الجرمين السماويين. وقد سبق القرآن علماء العصر الحديث بحقائق جلية واضحة سبقهم فيها بعدة قرون.
غزو الفضاء
لم يكن في مخيلة الإنسان يوما في ماضي حياته، أنه سوف يغزو الفضاء في وقت من الأوقات، حتى جاء عام 1957 حين تم إرسال أول مركبة فضائية، وهي المركبة الفضائية الروسية Sputnik، والتي تبعتها في عام 1967 أول رحلة مأهولة إلى القمر يقودها إنسان. وقد قال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فأنفذوا لا تنفذون إلا بسلطان.) الرحمن 33. وها قد استعمل الإنسان العلم (السلطان) وحقق ما تحدث عنه القرآن الكريم كحقيقة علمية .
وفي إعجاز آخر في هذا المجال، ما صرح به أحد رواد الفضاء الأمريكيين (وهو علماني، ملحد) بأن إحساسه لدى وجوده في الفضاء كان كالتالي، حسب وصفه بكلماته:
There was absolute darkness, it was like magic!!!
ونحن نعرف اليوم أن ليل السماء غير ليل الأرض، ليل الأرض فيه شيء من الضوء، أما ليل السماء فهو معتم تماما لا شيء فيه من الضوء (بعد ارتفاع 200 كلم عن سطح الأرض لا ترى شيئا)، وماذا قال رائد الفضاء الأمريكي بعد عودته من الفضاء:
As if I lost my eye-sight !!or something magical happened to me !!
وقد سبقه القرآن الكريم في وصف هذه الحالة بقوله تعالى (ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون.
لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون.) الحجر14-15