التنوع الحيوي
مقدمة :-
يعرف التنوع الحيوي بأنه التنوع الاجمالي الطبيعي من أنواع الكائنات الحية و ما بينها و تأقلم هذه الكائنات مع الظروفَ البيئية المحيطة بها I PGRI ) ).
كانت منطقة الهلال الخصيب مهد الحضارة منذ آلاف السنين , فلقد زودت البشرية بالعديد من النباتات مثل نباتات المحاصيل و الأعشاب و النباتات الطبية بصفاتها الفريدة.
و الأردن كجزء من هذه المنطقة يتميز بتباين جغرافي و بيئي واسع جعله مؤهلاً لاحتواء أنواع عديدة من النباتات ذات المورثات الفريدة القادرة على التأقلم مع الظروف البيئية القاسية و مقاومة الافات المختلفة .
أهمية التنوع الحيوي في الأردن:
يقدر عدد الأنواع النباتية الموجودة في العالم بحوالي 250 ألف نوع ، يوجد منها في الأردن حوالي 2500 نوع ( العيساوي و آخرون1996) و هذا يعني 1% من الأنواع الموجودة في العالم آخذين بعين الاعتبار صغر مساحة الأردن و التي لا تتجاوز 90 ألف كيلومتر مربع . ان هذه الأنواع النباتية (الاصول الوراثية) ليست فقط أنواع نباتية عالية التباين لحاجة التأقلم للظروف المختلفة بل هي مادة وراثية غنية ذات مورثات فريدة متعددة تمكنها من البقاء حتى في أقسى الظروف الببئية مثل انحسار المياه و انخفاض الخصوبة و مشاكل التربة ا ضافة الى العوامل غير البيئية مثل الآفات و الأمراض.
ان هدف وحدة الاصول الوراثية النباتية الرئيسي هو المساهمة في الحفاظ على الموارد النباتية المحلية ومحاولة استغلالها من خلال دراستها وتقييمها وتوفيرها للباحثين للاستفادة منها في برامج البحث والتطوير الزراعية المختلفة.
وتتركز اولويات وحدة التنوع الحيوي في المجالات الرئيسية التالية:
1- حماية الاصول الوراثية النباتية وخصوصا المهددة بالانقراض.
1- دراسة التنوع الوراثي للنباتات البرية.
2- تطوير قاعدة بيانات للأصول الوراثية.
3- إعداد برنامج وطني للأصول الوراثية.
4- اغناء القاعدة الوراثية بإدخال أصول وراثية من بيئات خارجية.
وهناك نشاطات اخرى هي:
1- جمع ودراسة التنوع البيولوجي الطبيعي للنباتات.
2- التقييم حسب الأسس المتبعة عالميا للتقييم.
3- التوثيق حسب الأسس المتبعة عالميا للتوثيق.
4- حفظ الاصول الوراثية النباتية في البنك الوراثي.
5- جمع وتجهيز العينات النباتية في المعشب النباتي للأصول الوراثية المجمعة.
6- المحافظة على الاصول الوراثية النباتية في الموئل الطبيعي.
7- التعاون مع المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية ذوات العلاقة.
تتميز طبيعة الاردن بأنها متعددة البيئات تكمن فيها مظاهر التباين والتنوع والبساطة نتيجة لتعدد المناخات والتراكيب الجيولوجية ، والارتفاع او الانخفاض عن سطح البحر ومعدل هطول الامطار السنوي الأمر الذي أدى الى تعدد أشكال التكيف التي تبديها نباتاتها وحيواناتها المتنوعة للعيش في هذه البيئات.
ومن المفيد أن نذكر دائماً بأن عدداً من الأحياء البرية الأردنية كالنباتات الطبية والأعشاب المعدة للمشروبات الساخنة، والسبليات التي تصلح للتهجين لتطوير حبوب غذائية تعيش في المناطق الهامشية ذات معدلات أمطار متدنية، والنباتات الرعوية وطيور وحيوانات الصيد، والغابات وغيرها، ستشكل في المستقبل مصدراً هاماً للإنتاج الوطني إذا ما تم إكثارها وتطويرها .
لذلك فإن إنقراض أي نوع من هذه الأنواع قد يصبح خسارة كبيرة تحرم الأجيال القادمة من فوائده الممكنة، مما يجعل من موضوع حماية جميع أنواع الاحياء البرية واجباً أساسياً تتحمله المجتمعات في مواقعها المختلفة لغايات المصلحة العامة ولخدمة الإنسان أينما كان .
إن حماية الأحياء البرية والأنظمة الحياتية التي يشكل الانسان جزءاً لا يتجزأ فيها، يعتبر أمراً حيوياً وأساسياً. فإذا ما انقرضت الأحياء البرية ـ لا سمح الله ـ فإن كوكب الارض سوف يفقد خصائصه الهامة التي توفر متطلبات الحياة الداعمة لحياة الإنسان. وهذا ما يجعل دور الاردن دوراً مكملاً للنشاط الذي يبذل في جميع بقاع الارض لحماية هذا الكوكب الذي نعيش عليه .