الاسلام والمساواة
د.مصطفى الرافعي
من أهم المزايا الفطرية والمتطلبات الذاتية التي يضمنها الاسلام لصلاح المسلمين، ولتحقيق خير المجتمعات الانسانية قاطبة، ميزة المساواة، لأن المساواة في الاسلام هي أول آثار الأخوة وأصدق شواهدها. والتخلق بها والتدريب عليها من أجل المظاهر التي تمكن معنى الأخوة من النفوس.
والمساواة مصدر ساوى شيء شيئاً إذا كانا متماثلين، فإن هي قيدت بمتعلق في اللفظ، أو في التقدير بحسب مساق الكلام، فالمدار على المماثلة فيما دلّ عليه ذلك المتعلق.. وإن هي أطلقت فظاهر الإطلاق يوهم المماثلة المطلقة في كل شيء، ولكن لما كانت تعذر مساواة شيئين في جميع الأحوال، لأنه لا بد للشيئين المتغايرين من فروق ومميزات في الخلقة وغيرها، فالمساواة المطلقة تبقى محمولة في العرف على التماثل في معظم الأشياء أو في المهم منها وليس في كلها.
والمساواة الاسلامية الناشئة عن الأخوة ليس المراد منها التساوي في منتجات العقول أو في العلوم أو في مآثر الأعمال لظهور التفاوت بين الناس في القابليات والهمم، ولكن يراد منها ما ينشأ عن معنى الأخوة وهو تساوي المسلمين في الانتساب إلى المجتمع الاسلامي وفي التهيؤ والصلاحية لكل فضيلة في الاسلام إذا وجدت أسبابها وسمحت بها مواهب أصحابها.
وبعبارة أشمل نقول: إن المساواة ترجع إلى التماثل في آثار كل ما تماثل المسلمون فيه بأصل الخلقة أو بتحديد الشريعة دون أن يؤثر على ذلك التماثل حائل من قوة أو ضعف، فلا تكون قوة القوي وعزته زائدة له من آثار ذلك التماثل، ولا ضعف الضعيف حائلاً بينه وبين آثار ذلك التماثل.
إن الاسلام دين قوامه الفطرة، فكل ما شهدت الفطرة بالتساوي فيه بين الناس، فالاسلام يرمي فيه إلى المساواة، وكل ما شهدت الفطرة بتفاوت المواهب البشرية فيه، فالاسلام يعطي ذلك التفاوت حقه بمقدار ما يستحقه.
والمساواة ـ كما قلنا ـ أثر من آثار الأخوة المفروضة بين المسلمين، وهي أيضاً أصل عظيم من أصول نظام المجتمع الاسلامي. وهي من أجل ذلك ذات طرفين:
ـ طرف تظهر فيه بمظهر أدب اسلامي تابع للعقيدة الاسلامية يجب تخلق المسلمين بهن وهذا الاعتبار تقديس لها وترويض ديني للمسلمين بأن يكون ذلك خلقاً لهم حتى ينساقوا إليها انسياقاً اختيارياً جميلاً.
ـ وطرف تظهر فيه بمظهر أصل تشريعي يجري على المسلمين لزوم المصير إليه وإلى فروعه في أنواع المعاملات ـ كما سنرى ـ وهي بهذا الاعتبار أصل من أصول التشريع راعته الشريعة ويراعيه ولاة الأمور ويحمل الناس عليه.
فينبغي إذن أن يعلم أن المساواة التي سعت إليها الشريعة الاسلامية مساواة مقيدة بأحوال يجري فيها التساوي، وليست مطلقة في جميع الأحوال، لأن أصل خلقة البشر جاءت على التفاوت في المواهب والأخلاق، وذلك التفاوت يؤثر تمايزاً بين أصحابه متقارباً أو متباعداً في آثار تلك الصفات بترقب المنافع منهم وتوقع المضار، فيفضي ـ لا محالة ـ إلى تفاوت معاملة الناس بعضهم بمراتب الإكرام وبعضهم بمراتب ضده. قال الله تعالى: (أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون). وقال: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)؟.
ولو دعت حكومة أو سلطة إلى مساواة لا تأخذ الفروق والمميزات بعين الاعتبار لحملت الناس على إهمال مواهبهم السامية، وذلك فساد قبيح يؤول إلى اختلال نظام العالم في إلغاء المميزات والحقوق المفيدة رفعة وصلاحاً. وإن الذين يتطرفون في تنفيذ المساواة على إطلاقها أو ما يقرب من الإطلاق لا يسيرون غير قليل حتى تجبههم سدود مشمخرة لا يستطعيون اقتحامها. فمن ذا الذي يحكم بمساواة أبكم بفصيح، ومساواة غبي بذكي، وهكذا نجد أنفسنا قد انجررنا بحكم بداهة العقل إلى أن من المساواة ما يجب دحضه لا محالة، وأن منها ما يجب اعتباره لا محالة، وبين القسمين قسم ثالث هو مجال الشرائع في مقاصدها من التشريع من مفرط ومقصد، ولا شك أن حظ الشريعة المثلى أن تراعي الوسط العدل من الأحوال فتعتبر المساواة بحالة وسط، ويقوم لنا من هذا أن المساواة معتبرة من أصول الشريعة الاسلامية في نواحي الاجتماع كلها.
ثم بينت السنة المساواة بقول رسول الله: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)). وهذه المساواة تستتبع المساواة في تلقي الشريعة والعبادة والتقرب إلى الله تعالى. فالناس في هذا المقدار سواء يتعلق بهم التكليف تعلقاً متماثلاً إلا من قام به مانع، ويعبدون الله عبادة واحدة في الواجبات، ويتقربون إلى الله تعالى على سواء، لا يتفاوتون إلا بمقدار تنافسهم في الخير، ولا تفاوت إلا بمقدار التفاوت في فهم الشريعة، وفي العبادة حيث يتعلق التكليف بالعبادات بسائر المسلمين على سواء.
وكما كانت المساواة بين المسلمين في العبادة، فهي أيضاً ثابتة في صلاحهم للدعوة إلى الخير وإسداء النفع للأمة، لا يختص بذلك عصر دون عصر، ولا قبيلة دون قبيلة، ولا سن دون سن، ولا طبقة دون طبقة، ولا صنف من الناس دون صنف. قال رسول الله في خطبة حجة الوداع: ((أيها الناس، إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى)).
وأعني بتساوي الطبقات أن الاسلام لم يعتبر خصائص لطبقات من الناس تكون مقصورة عليهم لا يستطيع نوالها من توفرت عنده أسبابها إذا لم يقدر له أن يكون من أهل طبقتها.
إن انقسام الأمة إلى طبقات أمر واقعي ناشئ عن أسباب من مواهب عقلية، أو مغامرة في الأخطار، أو انتصار في الدفاع عن الحوزة، فلا نعني بالمساواة بين الطبقات مكابرة ذلك الأمر الواقع، وإنما نعني أن لا يكون موجباً لاحتكار خصائص يحرم منها لم يكن من تلك الطبقة.
تلاسن أبو ذر الغفاري وعبد زنجي في حضرة النبي (ص) واحتدّ أبو ذر على الزنجي وناداه قائلاً: ((يا ابن السوداء))، فكانت النتيجة أن غضب رسول الله غضباً شديداً لسماعه مقولة أبي ذر وخاطبه قائلاً: ((طف الصاع، ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا في التقوى أو بعمل صالح)). عندها وضع أبو ذر خده على الأرض وقال للعبد الزنجي: ((قم فطأ خدي)).
هذا الموقف من صاحب الشريعة الأعظم محمد (ص) يعتبر إلى جانب أحاديث كثيرة أخرى في تقرير مبدأ المساواة في القمة الانسانية المشتركة من أمثال قوله (ص): ((الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى))، وقوله: ((إن الله قد أذهب بالاسلام نخوة الجاهلية وتفاخرهم بآبائهم، لأن الناس من دم آدم وآدم من تراب وأكرمهم عند الله أتقاهم)).
هذا كله يتجاوز التقرير إلى اعتبار المساواة مفروضة فرضاً في الاسلام وللناس كافة، مصداقاً لقول القرآن الكريم: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).
وبهذا يقيم الاسلام الموازين القسط بين البشر جميعاً، ذكوراً وإناثاًن لأن النفس الانسانية من أصل واحد مصداقاً لقول الله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء)، وذلك بغية تحرير المجتمع الانساني كله من الاحتكام الخاطئ إلى المعايير المصطنعة في النظر إلى فئات الخلق والحكم على أقدار الناس.
يمثل هذه الصيحات الثائرة من كتاب الله وسنة رسول الله، واجه الاسلام التمييز العنصري بالانتماءات والألوان، والتفاضل القبلي بالأحساب والأنساب حتى قضى عليه مع الأيام الأولى لظهور الاسلام. ثم راح محمد رسول الله يترجم الأقوال إلى أفعال حين كتب بين المسلمين واليهود صحيفة الموادعة يساوي فيها بين الفريقين في الحقوق والواجبات. ويأتي قادة الفتح الاسلامي بعد نبيهم ليترسموا هذا الطريق فيفعل مثل ذلك المثنى وسعد مع النصارى الذين حاربوا معه في (البويب) وفتح بهم المدائن وبلاد فارس.
فالمساواة المطلقة حققها الاسلام لجميع الأنام في العقائد، وفي العبادات، وفي المعاملات على حين ضلت المبادئ والنظريات الحديثة عن هذا ضلالاً بعيداً.
1 ـ ففي العقائد:
نرى الاسلام، يدعو إلى احترام الشرائع السماوية عامة، بقوله سبحانه: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط، وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم).
ثم ينهى عن مضايقة غير المسلم في عقيدته وعبادته وماله، ويعلن حرية المعتقد: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)، ويؤكد أخوة الشرائع السماوية جميعها، فيقول تعالى: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله). ويعلن أنها من مصدر واحد: (إنا أوحينا إليك، كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده).
2 ـ في العبادات:
فقد حرص الاسلام على أن يساوي بين المعابد جميعها في الحرمة الواجبة لها، والقاضية بصيانتها وعدم المساس بها. يقول الله سبحانه: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً). فعصبية الاسلام في مفهوم هذه الآية ليست كما يتوهم البعض عصبية كراهية وحقد على الأجناس الأخرى لكنها عصبية مساواة بين أتباع الشرائع السماوية جميعها، حيث تدعو المؤمنين لقتال الظالمين والمعتدين، دفاعاً عن صوامع الرهبان وبيع اليهود وكنائس النصارى ومساجد المسلمين.
وليس العدوان على الكنائس عملاً أقل خطراً من الاعتداء على المساجد من وجهة النظر الاسلامية. فالاسلام يطالب المسلمين بالوقوف ضد مقترفيه، أياً كانت اتجاهاتهم ومشاريعهم ومشاربهم، تحقيقاً لمبدأ المساواة في العبادة بين الجميع.
3 ـ في المعاملات:
فإن الاسلام حين قرر المساواة قرر في مقابلها التبعية الفردية والتبعية الجماعية التي تشمل الفرد والجماعة وهذا ما يسمى بالتكافل الاجتماعي الذي تتشدق به الدول الراقية اليوم. غير أن الاسلام يعنى بالتكافل الاجتماعي ذلك النظام الفذ الفريد الذي يربي روح الفرد وضميره، والذي يعني بمواهبه الخاصة، والذي يعمل على تنظيم جميع العلاقات الاجتماعية والمعاملات المالية والأوضاع الاقتصادية، ويقوي استعدادات الانسان المسلم للعمل والإنتاج.
1 ـ إن التكافل في مجتمع الاسلام هو علاقة بين المرء ونفسه. فعلى المسلم أن يزكيها ويطهرها، لأن على ذلك يتوقف ثوابه أو عقابه: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) وهذا هو التكافل الشخصي، أي أن يتكافل المرء مع نفسه.
2 ـ التكافل في مجتمع الاسلام هو ركائز ثابتة، يقيم الاسلام عليها بناء الأسرة، حيث يتعادل فيها الغنم والغرم. فهو ليس تكافلاً اقتصادياً فحسب، إنما هو فوق ذلك تكافل إنساني كامل، يشمل الأمومة بالحماية والطفولة بالعناية والرعاية: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة، وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها، لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده). وهذا هو التكافل العائلي.
3 ـ التكافل في مجتمع الاسلام هو دعامة المجتمع الشامل بما يترتب عليه من تبعات على الفرد إزاء المجتمع وعلى المجتمع إزاء الفرد: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور). وهذا هو التكافل الاجتماعي لإصلاح المجتمع.
4 ـ التكافل العبادي ويتمثل بفروض الكفاية في العبادات، كصلاة الجماعة وصلاة الجنازة، فإن المجتمع الاسلامي متكافل في إقامة ذلك كله على سبيل الفرض الكفائي بحيث إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين وذلك كرياضة روحية يسعد بها المجتمع.
5 ـ التكافل الأدبي القائم على الحب والعطف المتبادلين بين المسلمين. يدل عليه قوله (ص): ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).
6 ـ التكافل العلمي الذي يوجب على العالم أن يعلم الجاهل، وعلى الجاهل أن يتعلم من العالم: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون).
7 ـ التكافل الدفاعي فعند النفير العام يتحتم على المسلمين كل المسلمين رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً أن يهبوا للذود عن الدين والدفاع عن الأوطان، بقوله تعالى: (انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله).
8 ـ التكافل الجنائي وهو ما لو وجد انسان مقتولاً ولم يعرف قاتله يختار أولياء الدم خمسين رجلاً من جيران المكان الذي وجد فيه القتيل يقسمون بالله أنهم لم يقتلوه ويجهلون قاتله. وبعدها يحكم عليهم بالتكافل مع بعضهم بفدية القتيل إن كانوا أغنياء وتعطى لورثته، وإلا فديته في بيت مال المسلمين لأنه لا يضيع دم في الاسلام.
9 ـ التكافل السياسي في قوله (ص): ((المسلمون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم)).
هذا التكافل لا يقتصر على زعماء الحزب ولا على أركان الدولة ـ كما هو الحال عند من يقولون بالتكافل ـ بل يشمل جميع المسلمين حتى النساء. وقصة أم هانئ التي أجارت مشركين في فتح مكة معروفة، حيث قال لها رسول الله حين احتكم إليه المسلمون في شأنها: ((أجرنا من أجرت يا أم هانئ)).
10 ـ التكافل الأخلاقي القائم على صيانة الأخلاق وحفظها من الانحلال، والذي يشير إليه الحديث الشريف: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)).
وأخيراً لا آخراً هناك:
11 ـ التكافل الحضاري المتمثل في التعاون على البر وكل ما من شأنه أن يرفع من مستوى المسلمين على جميع الأصعدة، بقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).
من هذه الألوان العديدة من التكافل، تتضح بجلاء قاعدة المساواة التي قررها الاسلام، بل ورفضها على الناس جميعاً في عصر كانت حياة آحاده تقوم على التفاضل بالمال والجاه والتفاخر بالشرف واللون، والتمايز بالآباء والأمهات والقبائل والأجناس قصداً إلى رفع مستوى الجماعة وتكميلاً للشرائع السماوية السابقة بما تقتضيه الشريعة الاسلامية الجامعة لكل المبادئ والنظريات بوصفها الشريعة الخاتمة لتعاليم السماء ولن يحدث بعدها تغيير أو تعديل بل تبقى متسمة بالديمومة والاستمرار إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
هذا، وبعد أن انتقل الرسول الأعظم محمد (ص) إلى الرفيق الأعلى، اقتفى أصحابه نهجه وساروا على سنته في تثبيت دعائم المساواة فنجد فيما يحدثنا التاريخ عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أنه تقدم له في مجلس القضاء علي كرم الله وجهه مع خصم يهودي له خصومة بينهما، فنادى عمر علياً بقوله له: ((تكلم يا أبا الحسن))، بينما نادى اليهودي باسمه المجرد عن الكنية، فإذا بعلي يغضب، فقال له عمر: ((أتغضب يا علي لأني أسوي بينك وبين خصمك؟))، فأجابه علي قائلاً: ((كلا، ولكني غضبت لأنك كنيتني فعظمتني ولم تفعل ذلك مع خصمي)).
وقصة جبلة بن الأيهم ملك بني غسان معروفة ومشهورة مع الأعرابي الذي داس على طرف ثوبه فلطمه جبلة فحكم عمر بأن يقتص الأعرابي من جبلة تحقيقاً لمبدأ المساواة. فلم يطق جبلة هذا الحكم لأنه ملك وخصمه انسان عادي ولم يكن الاسلام قد وقر في قلبه بعد، ففرّ جبلة هارباً وارتدّ عن الاسلام وعاد إلى النصرانية.