ويُسمى المفعولَ لَهُ , والمفعولَ من أَجْلِهِ .
أولاً :
تَعْريفُهُ : مصدرٌ قلبيٌّ منصوبٌ , يُذْكَرُ علَّةً ( سبباً ) لِحَدثٍ شارَكَهُ في الزمانِ والفاعِلِ مثل :
= اغتربتُ لطلب الحرية . اغتربتُ طلباً للحرية
= للاستجمامِ . لازَمْتُ البيتَ استجماماً
= للرغبةِ . زُرتُ الوالدةَ رغبةً في الرضا
= للحفاظِ . أُسامِحُ الصديقَ حِفاظاً على المودةِ
= لطلبِ . اسْتَرَحْتُ طلباً للراحةِ
= لخشيةِ . أَتَحَفَّظُ في كلامي خشيةَ الزّلَلِ
= لقصدِ المعرفةِ . أَسْألُ الَعالِمَ قَصْدَ المَعْرِفَةِ
= لحذر الحوادث . أَلْتَزِمُ الهدوءَ في السَّوقِ حَذَرَ الحوادِثِ
في كلِّ جملةٍ من الجملِ السابِقَةِ إجابةٌ لسؤالٍ تقديرُهُ : ما الداعي أو ما السبب أو ما العِلَّةُ .
فالأولى إجابةٌ لمن يسألُ لماذا اغتربت ؟
والثانيةُ إجابةٌ لمن يسألُ ما داعي لزومكَ البيتَ ؟
والثالثةُ إجابةٌ لمن يسألُ ما عِلَّةُ ـ سَبَبُ ـ زيارتِكَ لوالِدَتِكَ ؟
وكذلك الأمرُ في بَقيّة الجُمَل ِ .
ولعنا نُلاحظُ أنًّ الكَلِمَةَ الواقعةَ جواباً ( المفعولَ لأجله ) هي مصدرٌ منصوبٌ , يبين سببَ ما قَبْلَهُ , ويشارِكُ العامِلَ
( الفِعْلَ ) في الزَّمَنِ ـ الوقتِ ـ وفي الفاعل أيضاً.
فَزَمَنُ الاغترابِ في الأولى وفاعِلُهُ , هو زَمَنٌ ـ ماضٍ ـ وفاعِلُهما واحدٌ هو الضميرُ في اغتربتُ .
والمصدرُ القلبيُّ : هو ما كانَ مصدراً لفعلٍ من الأفعالِ التي مَنْشَؤُها الحواسُّ الباطنَهُ , مثلُ التعظيمِ والإجلالِ والتحقيرِ والخوفِ والجُرْأةِ والرّهْبَةِ والرَّغْبَةِ والحياءِ والوَقاحةِ والشَفَقَةِ والعِلْمِ والجَهْلِ وغيرها .
وهو ما يقابِلُ أَفعالَ الجوارِحِ ـ الحواسِ الخارجيّةِ وما يَتّصِلُ بها ـ مثل القراءَةِ والكتابَةِ والقعودِ والقيامِ والجلوسِ والمشيِ وغيرها .
ثانياً :
شُروطُ نَصْبِ المفعولِ لأَجْلِهِ :
1. أنْ يكونَ مصدراً , فإن كانَ غَيرَ مَصْدرٍٍ لم يَجُزْ نَصْبُهُ , مِثلُ قولِهِ تعالى "والأرضَ وَضَعَها للأَنامِ " .
2. أن يكونَ المصْدَرُ قلبيَّاً , فإنْ لمْ يَكُنْ من أفعالِ القَلبِ الباطِنَةِ , لم يَجُزْ نَصْبُهُ , وَوَجَبَ جَرُّ المصدرِ بحرفِ جرٍ يُفيدُ التعليلَ , مثل اللام ومِنْ وفي . نَقولُ : جئت للدراسةِ , ومثل "ولا تقتلوا أولادَكَمَ من إملاقٍ , نَحْنُ نَرزقكم وإياهم" .
وَمثل الحديث الشريفِ: دَخَلَتْ امرأةٌ النارَ في هرةٍ حَبَسَتْها , لا هي أطْعَمَتْها , ولا هي تَرَكَتْها تأكلُ من خَشاشِ الأرضِ.
3. أن يكونً المصدرُ القلبيُّ متحداً مَعَ الفعلِ في الزمانِ وفي الفاعلِ . بمعنى أنْ يكونً زَمَنُ الفعلِ وزَمَنٌ المصْدَرِ واحداً, وفاعِلُهما واحد , فإنْ اختلفا في الزمنِ أو الفِعل , لا يُنْصَبُ المصْدَرُ . فالأول مثل : سافرتُ للعلمِ , لأن زَمَن السفر ماض وزمن العِلْمِ مسقتبلٌ . أما الثاني فمثل : احترَمتك لمساعَدَتكَ المحتاجين للاختلافِ في فاعلِ كُلِّ فِعْلٍ , حيث فاعل احترم هو المتكلم , وفَاعِلُ المساعدةِ هو المخاطَبُ .
4. أنْ يكونَ المصْدَرُ القلبيُّ المَّتحِدُ مع الفِعْلِ في الزمانِ والفاعِلِ , عِلَّةً لحصولِ الفِعْلِ بحيثُ يَصِحُّ أن يَقَعَ جواباً لِقَولِكِ " لِمَ فَعْلَتَ ؟"
ثالثاً :
أحكامُ المفعولِ لأَجْلِهِ :
1. يُنْصبُ المفعولُ لأجله إذا استوفى شروطَ نَصْبِهِ السابقَةِ , على أنّهْ مفعولٌ لأَجْلِهِ صريحٌ .
أما إذا ذُكِرَ للتعليلِ , ولم يستوفِ الشروطَ , عندئذ يُجَرُّ بحرفِ جَرٍ يفيدُ التعليل ـ كما ذُكِرَ ـ واعْتُبِرَ أنَّهُ في محلِ نصبٍ , مفعولُ لأجله غيرُ صريحٍ . وقد اجتمعَ المفعولُ لأجله الصريحُ وغيرُ الصريحِ في قولِهِ تعالى "يجعلونَ أصابِعَهُمْ في آذانِهِم من الصواعِقِ حَذَرَ الموْتِ " .
. يَجوزُ تقديمُ المفعولِ لأجلهِ على عامِلِهِ ( الفعل ) سَواءٌ أكانَ منصوباً أم مجروراً بحرفِ الجرّ ِ, مثل : حُبّاً في الاستطلاعِ أتيتُ , و لحبِّ الاستطلاعِ أتيتُ .
3. إذا تَجَرَّدَ من ( ألـ ) والإضافةِ , فالأكثرُ نَصْبُهُ مِثْلُ : قَوْلِهِ تَعالى " يُنْفقونَ أموالَهُم ابتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ " .
ومثل قول الشاعر :
سجدوا لِكسرى إذ بَدى إجلالا كَسجودهم للشمسِ إذ تتلالا
4. إذا اقترنَ ( بألـ ) , فالأكثرُ جَرُّهُ . مثل : هاجَرَ للرغبةِ في الغِنى .
5. إذا أضيفَ ، جازَ نصبُهُ وجَرُّهُ بحرفِ الجرّ ِ , مثل :
تركتُ المنْكرَ خِشيةَ اللهِ .
تركتُ المنكرَ لخِشيةِ اللهِ .
تركتُ المنكرَ من خِشيةِ اللهِ .
رابعاً :
عامِلُ نصبِ المفعولِ لأجلِهِ :
العاملُ الأصليُّ الذي يَنْصُبُ المفعولً لأجلهِ هو الفِعْلُ . ولكنْ ثَمَةَ عواملُ أخرى تقومُ مَقامَ الفِعِلِ في نَصْبِهِ وهي :
1. المَصْدَرُ , مثل :
ارتيادُ المكتباتِ العامَةِ طَلبَ المعْرِفَةِ , ضَرورةٌ لكلّ ِ باحِثٍ .
2. اسمُ الفاعِلِ , مثل : ساميةُ مُجِدَّةٌ رغبَةً في التَّمَيُّزِّ .
3. مبالغاتُ اسمِ الفاعِلِ : المحْسنُ فَعَّالٌ لعملِ الخيرِ حُبّاً في الخيرِ .
4. اسمُ المفعولِ : المعلمُ مُحْتّرَمٌ نَظَراً لِعَطائِهِ .
5. اسمُ الفِعْلِ : نزالِ ( أنزِلْ ) إلى ساحِةِ الوغى حِفاظاً على الكرامَةِ .
اغتربتُ طلباً للحرية
اغترب : فعل ماضٍ مبني على السكون ,لاتصاله بتاء المتكلم : وهي ضمير مبني على الضم في محل رفع .
طلباً : مفعول لأجله منصوب .
للحرية : شبه جملة جار ومجرور .
لازَمْتُ البيتَ استجماماً
لازمت : فعل وفاعل .
البيت : مفعول به منصوب .
استجماماً : مفعول لأجله منصوب .
زُرتُ الوالدةَ رغبةً في الرضا
زرتُ : فعل وفاعل
الوالدة : مفعول به منصوب .
رغبةً : مفعول لأجله منصوب .
في الرضا : جار ومجرور متعلقان بـ رغبة .
أُسامِحُ الصديقَ حفاظاً على المودةِ
أسامح : فعل مضارع مرفوع .. وفاعله مستتر فيه ( أنا )
الصديق : مفعول به منصوب .
حفاظاً : مفعول لأجله منصوب .
على المودة : شبه جملة متعلقة بـ حفاظاً .
اسْتَرَحْتُ طلباً للراحةِ
استرحت : فعل وفاعل .
طلباً : مفعول لأجله منصوب .
للراحة : جار ومجرور متعلقان بـ طلباً .
أَتَحَفَّظُ في كلامي خشيةً الزّلَلِ
اتحفظ : فعل مضارع مرفوع , وفاعله مستتر تقديره أنا .
في كلامي : جار ومجرور متعلقان بـ أتحفظ .
خشية : مفعول لأجله منصوب , وهو مضاف .
الزلل : مضاف إليه مجرور .
أَسْألُ الَعالِمَ قَصدَ المَعْرِفَةِ
أسأل : فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر فيه .
العالم : مفعول به منصوب .
قصد : مفعول لأجله منصوب , وهو مضاف .
المعرفة : مضاف إليه مجرور .
قولِهِ تعالى " والأرضَ وَضَعَها للأَنامِ "
و : حرف عطف .
الأرض : اسم معطوف على اسم سابق منصوب .
وضع : فعل ماض مبني على الفتح . والفاعل ضمير مستتر يعود إلى لفظ الجلالة .
هـا : في محل نصب مفعول به .
للأنام : جار ومجرور متعلقان بـ وضع .
جْئتُ للدراسة .
جئت : فعل وفاعل .
للدراسة : جار ومجرور متعلقان بـ جئت .
قولِهِ تعالى " ولا تقتلوا أولادَكَم من إملاقٍ , نَحْنُ نَرزُقُهم وإياهم " .
: حرف نهي مبني على السكون . لا
: فعل مضارع مجزوم علامته حذف النون . والواو : في محل رفع فاعل . تقتلوا
: مفعول به منصوب , وهو مضاف . أولاد
: ضمير مبني في محل جر مضاف إليه . كم
: حرف جر مبني . من
: اسم مجرور ، والجار والمجرور في محل نصب مفعول لأجله . إملاق
: ضمير مبني في محل رفع مبتدأ . نحن
: فعل مضارع مرفوع , وفاعله مستتر فيه ( نحن ) نرزق
: في محل نصب مفعول به . كم
: حرف عطف . و
: ضمير مبني على السكون , معطوف على منصوب . إياهم
تركتُ المنْكرَ خِشيةَ اللهِ .
تركتُ المنكرَ لخِشيةِ اللهِ .
تركتُ المنكرَ من خِشيةِ اللهِ .
تركت : فعل وفاعل .
المنكر : مفعول به منصوب .
خشية : مفعول لأجله منصوب , وهو مضاف .
الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور .
لخشية : جار ومجرور في محل نصب مفعول لأجله .
من خشية : جار ومجرور في محل نصب مفعول لأجله .
دَخَلَتْ امرأةٌ النارَ في هرةٍ حَبَسَتْها , لا هي أطْعَمَتْها , ولا هي تَرَكَتْها تأكلُ من خَشاشِ الأرضِ .
: دخل فعل ماض مبني على الفتح , والتاء للتأنيث . ضمير مبني على السكون . دخلت
: فاعل مرفوع . امرأة
: اسم منصوب ,بحذف حرف الجر , والتقدير في النار . النار
: جار ومجرور , في محل نصب مفعول لأجله . في هرة
: فعل وفاعل ومفعول به . حبستها
: حرف نفي مبني على السكون . لا
: ضمير مبني في محل رفع مبتدأ . هي
: فعل ماض مبني على الفتح , والتاء للتأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هي . أطعمت
: ضمير مبني في محل نصب مفعول به , والجملة من الفعل والفاعل والمفعول به في محل رفع خبر المبتدأ . هـا
: ضمير مبني في محل رفع مبتدأ . هي
: فعل وفاعل ومفعول به , في محل رفع خبر . تركتها
: فعل مضارع مرفوع , وفاعله مستتر فيه تقديره ( هي للهرة ) . والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب مفعول ثانٍ . تأكل
: جار ومجرور متعلقان بـ تركت . من خشاش
: مضاف إليه مجرور . الأرض
قولِهِ تعالى " يجعلونَ أصابِعَهُمْ في آذانِهِم من الصواعِقِ حَذَرَ الموْتِ " .
يجعلون : فعل مضارع مرفوع , علامته ثبوت النون .
أصابع : مفعول به منصوب , وهو مضاف .
هم : في محل جر بالإضافة .
في آذانهم : شبه جملة متعلقة بـ يجعلون .
من الصواعق : جار ومجرور في محل نصب مفعول لأجله .
حذر : مفعول لأجله منصوب , وهو مضاف .
الموت : مضاف إليه مجرور .
حُبّاً في الاستطلاعِ أتيتُ , و لحبِّ الاستطلاعِ أتيتُ .
حباً : مفعول لأجله منصوب , مقدم .
في الاستطلاع : جار ومجرور متعلقان بـ ( أتيت ) .
أتيت : فعل وفاعل .
لحب : اللام حرف جر , وحب اسم مجرور باللام , والجار والمجرور في محل نصب مفعول لأجله .
قَوْلِهِ تَعالى " يُنْفقونَ أموالَهُم ابتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ "
ينفقون : فعل مضارع مرفوع , علامته ثبوت النون .
أموال : مفعول به منصوب , وهو مضاف .
هم : في محل جر بالإضافة.
ابتغاء : مفعول لأجله منصوب , وهو مضاف .
مرضاة : مضاف إليه مجرور علامته الكسرة , وهومضاف .
الله : لفظ الجلالة , مضاف إليه مجرور .
سجدوا لِكسرى إذ بَدى إجلالا
سجدوا : فعل ماض مبني على الضم , لاتصاله بواو الجماعة , وهي في محل رفع فاعل .
لكسرى : جار ومجرور متعلقان بـ سجدوا .
إذ : حرف مبني على السكون .
بدا : فعل ماض مبني على الفتح .
إجلالاً : مفعول لأجله منصوب .
هاجَرَ للرغبةِ في الغِنى
هاجر : فعل ماض مبني على الفتح , فاعله مستتر فيه .
للرغبة : جار ومجرور في محل نصب مفعول لأجله .
في الغنى : جار ومجرور متعلقان بـ " الرغبة " .