علم الذرة
تكشف علوم الايزوتيريك حقيقة الذبذبة
" وقائع التكنولوجيا الحديثة أثبتت أن الذبذبة هي الحقيقة الخافية في الذرة، كي لا نقول روحها ومحركها... فما من شيء ظاهر إلا وجد على أساس قانون الذبذبة الخفي ". من خلال هذه القاعدة ينطلق كتاب " تعرف إلى فكرك "، كتاب علوم الايزوتيريك الحادي والثلاثين، تأليف د. جوزيف مجدلاني(ج ب م) في 80 صفحة من القطع الوسط، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء_ بيروت . المقصود بالذبذبة، هو مكوِّن أو أصل الموجات الكهربائية والمغنطسية، على سبيل المثال الخليوي وأجهزة التحكم من بُعد، والانترنيت ليس آخرها... .
ينقلنا كتاب "تعرف إلى فكرك" إلى مجاهل إنسانية، نَدُر من عرفها... مقدماً بأسلوب المنطق العلمي والاختبار الذاتي حقائق دفينة تثبت وجود الذبذبة وتُبين حركتها في الكيان الانساني بدقة متناهية. أما الأهمية فتكمن بابتعاد مضمون الكتاب عن عقم التنظير والنظريات. فهو يغوص في الوسائل التطبيقية الانسانية، التي تتيح لك " لمس" الذبذبة أي التحقق من وجودها بحواسك الباطنية(أجهزة وعي باطنية في الانسان ذات طبيعة ذبذبية) وهي تشكل أصل حواس الجسد وحقيقتها "الحقيقة التي يستحيل التوصل إليها في مختبرات المادة، بل عبر صقل الفكر بمفهوم الباطن الانساني الذي يحقق له الشفافية المطلوبة، الشفافية التي تزيح ستار الحواس، فتنكشف الأصول ". إذ إن صعوبة مقدرتنا على الاستيعاب، لا يعني انتفاء قدرتنا على الوعي، ولعلنا بحاجة إلى توسيع مقدراتنا كي نعي قدراتنا... . " ومثلما تمكن الانسان من خلال علم الذرة(المقصود كل ما يتعلق بالجسد وعلم الظاهر) من تحقيق قفزة نوعية على صعيد التكنولوجيا المادية، كذلك سيتمكن عبر علم الذبذبة(والمقصود كل ما يخص الباطن الانساني واللامنظور) من تحقيق قفزة مماثلة على صعيد التكنولوجيا الباطنية... فتَفَتُح الانسان على مكنون وعيه يتم عبر فهم الفكر لحكمة الوعي في علم الذبذبة!" (المكوَّن منها أجهزة الوعي في الانسان كالفكر والمشاعر الخ...) .
إن توغل علوم الايزوتيريك في علم الذبذبة التي تحرك باطن الانسان، لا يعني ابتعادها عن علم الذرة(الجسد)، لا بل إن علوم الذرة والاختبار المادي ضروريان جداً لمسار الوعي الانساني، فمنهج علوم الايزوتيريك قائم عليهما معاً وبأهمية متساوية " إن إستمرار حالة الإكتفاء المادي التي تتوالد من تحقيق التوازن الباطني والسلام الداخلي، هو ما يحقق النضج الحياتي لواقع مستديم ". وإنما الفارق بين علوم الايزوتيريك والعلوم الاخرى، أن الأولى لا تحد معرفتها ووسائل بحثها في المادة - الذرة وإنما تغور في اللامادة - الذبذبة، كما هي قائمة في الانسان. ولعل سبب عجز الطب بوجه عام عن معرفة أسباب الأمراض المستعصية والمزمنة، كما معالجته للنتيجة دون البحث عن السبب فيما يخص الأمراض العادية، يعود إلى محدوديته في أطر الجسد - المادة فقط. في حين أن علوم الايزوتيريك تربط المادة باللامادة، فالفكر طاقة ذبذبية من جهة ومن جهة أخرى هو " أساس كل شيء في حياة الانسان وعى المرء ذلك أم لم يعه، إعترف به أم لم يعترف! هو أساس حالة الانسان الجسدية والصحية والنفسية والعقلية! ولو عرف المرء كيف يطوع فكره، لحصل على ما يبغي من الحياة...".
فكيف تربط علوم الايزوتيريك الظاهر ـ المرض، بالباطن ـ السبب ؟
يشرح الكتاب بأن الأمراض المستعصية سببها عوامل لامادية بحتْ. فجميعها نتائج تراكمات لتصرفات فكرية سلبية ثقيلة ألحقت أذىً أو ضرراً بالغاً بالآخرين. ولعل سببها يعود إلى الماضي البعيد في حياة المرء...! .
أما حول الأمراض الأخرى وعلاقتها بالمنهج الفكري للشخص نفسه، فيضيف الكتاب بأن الافكار السلبية ينجم عنها حركة ذبذبية مضطربة. هذا الاضطراب ينعكس في بُعدين "البعد الأول هو بُعد المشاعر فتستيقظ فيه مشاعر القلق والاضطراب والخوف من جراء تلك الأفكار... والبُعد الثاني هو الجهاز العصبي الذي يتأثر مباشرة بالفكر أيضاً عبر الدماغ... وحيث أن الجهاز العصبي يؤثر في جميع الأجهزة والأعضاء الجسدية، فإن الجسد ككل يضطرب... " والعكس صحيح في حالات التفكير الصحيح والسليم، فيحصد الانسان النتائج الإيجابية، حيث التجربة هي البرهان القاطع!. فلماذا، بعد أن عجز الجسم الطبي عن إيجاد العلاج للأمراض المستعصية، لا يبحث عن أسبابها الخافية ؟! إذ تمكن بعض الأطباء والاختصاصيين على نطاق فردي من إجتياز أطر المادة بحثاً عن هذه الأسباب وغيرها من الظواهر المادية العديدة التي لم تستطع الوسائل المادية حل معضلاتها، ومن بينهم الدكتور اميل بو حبيب_ أستاذ في جراحة الدماغ والجهاز العصبي والعمود الفقري _ الذي قدم كتاب الايزوتيريك "رحلة في مجاهل الدماغ البشري" ومما جاء في مقدمته " إن أجمل ما دفعني إلى تقديم هذا الكتاب هو ما يتضمنه من كشف لحقائق المجاهل الغامضة في الكيان البشري، وفي عالم الدماغ وعلم الأعصاب بوجه خاص. تلك الحقائق بددت حيرتي وأجابت عن تساؤلات كثيرة في نطاق اختصاصي. والأجسام الباطنية(أجهزة الوعي الخفية في الانسان) كما تعرِّفها علوم الايزوتيريك، هي الحقيقة الخافية أو الواقع اللامنظور في الكيان البشري. وهذا الواقع هو الأصل، فيما الجسد هو الانعكاس! " .
في عرف الايزوتيريك، لا تتساوى المادة واللامادة فحسب، بل ويتوازن العمل على المقدرات الانسانية، ومن بينها الفكرية. فالفكر تذكُّر، تركيز، تفكير، تحليل، تمييز، إستنتاج... وهي مقدرات باطنية مركزها العقل ـ الجسم العقلي الباطني ـ، حيث يذكر كتاب الايزوتيريك "تعرف إلى ذاكرتك"(وهو الأول من سلسلة تعرف إلى...) بأن تنشيط الذاكرة وتقويتها من شأنه أن يُفتح الخلايا الدماغية " فالجسم العقلي هو مجموعة مقدرات عقلية وطاقات فكرية وذهنية تُنفذ أعمالها في الدماغ. لذلك، فالتطور الذي يحصل في أحد وظائف الجسم العقلي يعتبر تطوراً في الجسم العقلي ككل... وبالتالي ينعكس في الدماغ " . يخبرنا العلم أن إنسان اليوم يعمل بنسبة عشرة في المئة كحد أقصى من مجمل خلاياه الدماغية. فأين تكمن إذاً مقدرة التسعين في المئة المتبقية ؟! يجيب كتاب الايزوتيريك "رحلة في مجاهل الدماغ البشري"، " ’هي حتماً عاطلة عن العمل’ أو ’غافلة في اللاوعي’، ... لكن الحقيقة ما كمُنَت في باطن الانسان إلا ليستوعبها... وما وجد الدماغ إلا كأداة الفكر لاستيعاب الحقائق! " يؤكد الكتاب عينه " ليس الدماغ ما يفكر أو يصدر الأفكار... وإنما العقل يفكر، يستخلص النتيجة، ويقدمها إلى الدماغ عبر صِلات خفية، أو وسائل باطنية تترجم ذبذبات الأفكار إلى إدراك، وإلى مفاهيم وأفعال. فالأفكار توجد في العقل، في بعدها الذبذبي لا غير! "، يستجلبها التفكير للتحقق منها عبر التطبيق العملي .
من جهة أخرى وبالعودة إلى كتاب "تعرف إلى فكرك" الذي يكشف باسهاب أقسام الفكر في الدماغ وعلاقتها بالكيان الانساني كمسار حياتي وكمراحل في تطور الوعي وتحويل خلايا الدماغ من هاجعة غافلة، إلى ناشطة فاعلة! يشرح الكتاب بأن " القسم الأول خاص بالجسم العقلي فقط، ومركزه في عمق الدماغ. القسم الثاني خاص بأجسام النفس الدنيا، ومركزه على قشرة الدماغ. القسم الثالث خاص بأجسام الذات العليا، ومركزه في المخيخ ". أجسام النفس الدنيا التي تناولتها مؤلفات الايزوتيريك بالتفصيل، تُمثل الجسد المادي، الجسم الاثيري أو الهالة الاثيرية(جهاز الصحة)، الجسم الكوكبي(جهاز المشاعر) والقسم الأدنى من الجسم العقلي، الفكر. أما أجسام الذات العليا، فأولها القسم الأعلى من الجسم العقلي الذي يحوي الذكاء والابداع، ثم جسم المعرفة ـ المحبة، وجسم الارادة. تعتبر جميعها(باستثناء الجسد المادي) أجساماً ذبذبية التكوين، هي جزء من العالم الباطني اللامنظور في مفهوم الايزوتيريك وهي التي يتوجب على المرء أن يعيها، أي يفعِّل الذبذبات الغافلة فيها، فينعكس ذلك تفتحاً في خلاياه الدماغية، مما يعني إكتساب طاقات إضافية. حيث يتضح لنا من خلال كتاب "تعرف إلى وعيك"(الكتاب الثاني من سلسلة تعرف إلى...) " بأن منهج التطور الشامل يهدف إلى تفعيل طاقات الانسان على جميع المستويات، تفعيلها بحكمة الوعي بإعتماد مبدأ التحقق، أي التطبيق العملي أولاً وأخيراً. إذ في العرف العام، الوعي ينتمي إلى الفكر فقط. إلا أن إختبارات علوم الايزوتيريك في خضم الباطن الانساني أظهرت أن الوعي ينتمي إلى كل خلية وذرة في الجسد، وإلى كل ذبذبة في مجمل أنحاء الكيان الانساني. لأن الوجود الانساني برمته كتلة وعي أو تجسيد وعي. فهو، في مطلقه، وعي الروح وقد اكتسى المادة... فالانسان يخضع لقانون الازدواجية في وعيه، ويخضع لقانون الوحدة في تكوينه " .
أما مراحل تطور دماغ الانسان عبر العصور، فيشرحها كتاب "رحلة في مجاهل الدماغ البشري" بمرحلة أولى غفل التاريخ عن تدوينها! أما المرحلة الأخيرة فسبقت التاريخ! فمن دماغ المخلوق الأول (حتى حضارة الأتلانتيد) " كان للمخلوق الأول داخل رأسه مركزان...تكثفا فيما بعد وتقلصا داخل الرأس وصارا يعرفان بالغدتين النخامية والصنوبرية! وكانت هاتان الغدتان بمثابة الدماغ في تلك الحقبة التاريخية الأولى ". المرحلة الثانية دماغ الانسان البدائي، ثم الدماغ الحالي وأخيراً دماغ إنسان المستقبل "فالمستقبل هو لانسان الوعي... عندها يبدأ الدماغ ككل بالتحرك، لتباشر الخلايا الخاملة تحركها وعملها ونشاطها ووعيها... وسيشهد الدماغ تطورات جذرية على كل صعيد. أما بنية الدماغ الداخلية فستشهد كذلك الكثير من التطورات، لاسيما في شكل الغدتين الصنوبرية والنخامية ووظائفهما... وفي عمل المخيخ بوجه خاص " .
وحول الرابط العلمي بين الأجسام الباطنية(أجهزة الوعي) وتواجد الانسان في محيط أرضي مادي، يجيب كتاب "تعرف إلى فكرك" بأن " الانسان في مطلق أمره ليس إلا ذبذبة كونية عجزت عن وعي محيطها الأصل، فشاءت إختبار الطريق الأطول عبر تدرجها في عبور طبقات الوعي الأدنى التي تمكنها من وعي النظام في عالم الذرة، عالم المادة، ضمن مدار محدود بالزمن ومحصور في المكان. هذان(الزمان والمكان) لا وجود لهما في عالم الذبذبة الخالصة. الوعي هو المقياس في عالم الذبذبة، عبر الخبرة والترقي في عالم الذرة، عالم المادة ... إن مجمل التساؤلات الانسانية هي التي أوجدت طبقة الفكر، بعدما تدرج الانسان في طبقات الوعي المتنوعة... ومن هناك بات الفكر الفردي يتغذى... أما تكوين الذبذبة نفسها فسيتكشف للانسان بعد تبيان الخفايا في علم الأرقام... وتوصل العلم إلى فك رموز معادلاته الكونية... فالفكر يمثل الرقم، والذكاء أصله . أما الحركة الذبذبية الفكرية فتتم وفق سلم رقمي معين... " .
الفكر مرآة تعكس ظاهر الانسان وباطنه، هو صوت الانسان وصمته، أعماله وأسلوب تفكيره، وهو السلاح الأقوى والأقدر إن عرف الانسان كيف يُنميه ويَصْقله ...
قال الفيلسوف ديكارت " أنا أفكر إذاً أنا موجود "، فمن منطلق القاعدة الحياتية البديهية التي تنص على حتمية عمل الفكر لدى أي إنسان مهما تعددت وإختلفت مستويات الفكر البشري، نجد وكأن قول ديكارت يفرض حقيقةَ بشريةٍ تحيا وجودها! فهل واقعنا الملموس يعكس هذه الحقيقة ؟ أم أن السواد الأعظم يعيش حالة حضور ليس إلا... وهو بعيد كل البعد عن حقيقة وجوده ؟!
أما علوم الايزوتيريك فتنطلق من مبدأ " ليس المهم أن نفكر بل كيف...! " وهذا ما يحوِّل " أنا أفكر إذاً أنا موجود " إلى " أنا أفكر إذاً أنا أعي... " وهي نتيجة نصل إليها بعد إتباع المبدأ الأول عبر التطبيق العملي في مفهوم علوم الايزوتيريك. حيث السر يكمن بالانفتاح الفكري الذي يدعم الفكر بتوسع المعرفة وبالتحقُّق عبر إختبارها، فيأتي النتاج وعياً ويقيناً لحقيقة إختبرها الشخص نفسه .
إن ما يميز مؤلفات علوم الايزوتيريك(التي بلغت لغاية الآن احدى وثلاثين كتاباً)هو منهجها التطبيقي، العملاني والحياتي، فمن منطلق الوعي الذي يرتكزعلى " ليس المهم أن نفكر بل كيف...! " يضيف كتاب "حوار في الايزوتيريك" :
" ليس المهم أن نبحث بل أن تكون غاية بحثنا اكتساب المزيد من المعرفة!
ليس المهم أن نعرف بل أن تصبح معرفتنا خبرة تُنمي النضج في وعينا!
ليس المهم أن نتقدم بل أن تبقى خطانا ثابتة على درب مستقيم!
وليس المهم أن نرتقي بل أن ندرك ماذا بعد القمة! " .
جُعْبة الفكر لا تقاس بالأفكار والمبادئ التي تحملها وإنما بالاختبار الذاتي الذي أدى إلى التحقق منها والاقتناع بها، وعدا ذلك تبقى الأفكار والمبادئ نظريات يتم إختزانها وإتباعها بفكر ضعيف ووعي مُغيب. أما إختيار كيفية عمل الفكر، فيعود للانسان نفسه، ولحريته الفكرية! فإما أن يكون الفكر، غافلاً، مقيداً، مُتلقياً فقط وغير واعٍ ... وإما أن يكون حراً، باحثاً، محللاً، فاعلاً، مبتكراً مبدعاً وواعياً ...! لذا ليس المهم أن نقبل أو نرفض ما هو قديم أو جديد على مفاهيمنا وما هو قريب من أفكارنا أو بعيد عنها، وإنما المهم أن نعي ونفهم أسباب رفضنا أو قبولنا... " فاليقين والشك إلزاميان لحياة الفكر، كالشهيق والزفير لحياة الجسد. أما الجهل فهو الصفة السلبية الأشد خطورة على الاطلاق، بما يولده من إنغلاق وتعصب وسوى ذلك من معيقات التطور! " .