تراجع الفيصلي والوحدات يثير المخاوف حول مشوار المنتخب الأردني بتصفيات المونديال!
أن يخسرالفيصلي والوحدات قطبي الكرة الأردنية، فهو أمر وارد ، فهذه كرة القدم التي لا تعترف بالمنطق أحيانا، وبرشلونة أفضل فريق في العالم يخسر في بعض المرات، لكن أن يتجرع الفيصلي والوحدات الخسارة وبالثلاثة ودون أن يقدما شيئا من (أبجديات) لعب كرة القدم، فهنا نستشعر خطورة الموقف، سيما أن هذين الناديين اللذان تسابقا على مدار ثلاثين عاما وأكثر على تبادل أدوار البطولة واحتكار الألقاب يشكلان في طبيعة الحال الرافد الرئيس لصفوف المنتخب الوطني الأردني.
إذن المؤشر يبدو خطيرا للغاية، ذلك أننا تعودنا بحكم التاريخ والأرقام بأن يكون الفوز في أي مباراة محلية من نصيب الفيصلي والوحدات، وخسارة أحدهما لمباراة على مدار بطولة كاملة يكون خارج عن المألوف ومن النذرة في مكان، لكن بطولة دوري المحترفين الحالية كانت تخالف العرف السائد، وتبخر كافة التوقعات لدرجة الدهشة والإستغراب ، ذلك أن حسم الفيصلي والوحدات لألقاب دوري المحترفين على مدار التاريخ كان يتم أحيانا بسجل ناصع ودون أن يتذوقا طعم الخسارة، وربما يتذوقان لخسارة أو خسارتين على أبعد تقدير بحكم المواجهات التي تجمع بينهما ذهابا وإيابا.
الفيصلي والوحدات كشفا عن أسوأ ظهور لهما منذ زمن في هذا الموسم على وجه التحديد، وعدم وجود فرق قوية تنافسهما جعلهما برغم كل ذلك ينافسان على لقب الدوري الحالي حتى اللحظة بمشاركة فريق الرمثا ، لكننا نجزم بذات الوقت لو كان هنالك فريق يمتلك شيئا من قدرات المنافسة الحقيقية على اللقب لربما استطاع أن يضع حدا لإحتكار القطبين للألقاب هذا الموسم، لكن للأسف لا منافسين سوى الرمثا رغم حالة التدهور (غير الطبيعية) التي تصيب أداء ونتائج القطبين .
التراجع الغريب والعجيب الذي أصاب مستوى لاعبي الفيصلي والوحدات، زرع في داخل الشارع الرياضي الأردني المخاوف، فالمنتخب الأردني يوشك على تسجيل ظهوره الرسمي والتاريخي الأول في الدور الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم خلال يونيو القادم، وهذا المنتخب - وكما يعرف الجميع- يعتمد في إنتصاراته بالدرجة الأهم على لاعبي الفيصلي والوحدات الذين كان لهم الدور الأكبر في قيادته للدور الحاسم، والسؤال الذي نطرحه كيف للاعبي الفيصلي والوحدات أن يقودوا الكرة الأردنية لتحقيق حلمها التاريخي في بلوغ مونديال البرازيل 2014 وهم الذين وصلوا لمستوى لا يستطيعون فيه قيادة فرقهم محليا للإنتصارات أمام فرق محدودة القدرات والإمكانات، فكيف سيكون حال هؤلاء غدا ببطولة كأس الإتحاد الآسيوي، بل وكيف سيكون حالهم حينما يواجهون منتخبات استراليا واليابان وعُمان والعراق؟.
الفيصلي متصدر دوري المحترفين حاليا برصيد (38 نقطة)، تعرض في آخر أربعة لقاءات خاصها لثلاثة خسائر، حيث خسر أمام الرمثا (1-0) ثم أمام المنشية (1-2) وأخيرا أمام ذات راس (0-3) وسجل فوزا خجولا على شباب الأردن (1-0) وبنيران صديقة، والوحدات لم يكن أحسن حالا حيث خسر في آخر لقائين أمام العربي (1-2) ثم أمام الجزيرة (0-3)، وهذه الإحصائية المثيرة والخطيرة، تعني أن خسارة القطبين الأخيرتين أمام ذات راس والجزيرة، لم تكن لسوء طالع، أو لظلم تحكيمي فادح وكارثي، بقدر ما كرست هذه الخسائر القناعة الأكيدة، بأن هنالك تراجع مخيف يصيب أداء لاعبي الفيصلي والوحدات، وهي حالة غريبة ربما لم نعهدها من قبل على هذه الوتيرة ووفق هذه الحسابات المريرة!!.
والتساؤل الذي أصبح يدور داخل رأس كل مشجع أردني، هل يفرض هذا الواقع المرير والخطير على المدير الفني للمنتخب الأردني العراقي عدنان حمد، تغيير أفكاره ببعض لاعبي الفيصلي والوحدات وبالتالي استبعادهم عن المرحلة الحاسمة والأهم في تاريخ الكرة الأردنية، أم أنه سيحتفظ بذات الوجوه إيمانا منه بقدراته الفنية والنفسية على إعادة هؤلاء لرشدهم الفني وأدائهم المعهود، أم أنه سيحدث التغيير التدريجي بإستبعاد البعض منهم وإستدعاء بعض اللاعبين الذين أثبتوا قدراتهم من الفرق الأخرى، الإجابة ليست في جعبتنا، بل هي تبقى في جعبة عدنان حمد، فهو صاحب القرار؟.. ويبقى للحديث بقية!.