الإسلام والعلم
قال تعالى ) وعلم آدم الأسماء كلها…( (200)، بينما تذكر التوراة في سفر التكوين أن خطيئة آدم التي بسببها طرد من الجنة هي العلم.
وقال تعالى
علم الإنسان ما لم يعلم ( (201)، ولكن هذا العلم المحدود للإنسان لا يقارن بعلم الله المطلق ،
قال تعالى
ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء( (202)،وقال تعالى
وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ( (203).
وقد جاء في كتاب الله العزيز وسنه نبيه محمدr ، حقائق علمية أذهلت العلماء والباحثين ، ونتج عنها لدى البعض منهم أن أعلن إسلامه لما سمع ورأى من معجزة علمية عظيمة هي تحديات لهذا العصر.
وبمقارنة سريعة بين ما جاء عن خلق الكون في القرآن وما جاء عنه في العهد القديم مع العلم أنه "قليل من الموضوعات التي يعالجها العهد القديم تسمح بالمقابلة مع معطيات العلوم الحديثة ومع ذلك تحتوي على أخطاء بسبب التعديلات والإضافات اللاحقة" (204).
أما العهد الجديد فلم يذكر شيئاً عن خلق الكون.
والآن نورد المقارنة التي أوردها البرفسور "كيثمور" أثناء دراسته للكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة؛ جاء سفر التكوين بنصوص تتعلق بخلق الكون جاء في الإصحاح الأول العددين2،1في سفر التكوين مايلي
"في البدء خلق الله السماء والأرض وكانت الأرض خربة وخالية والظلمات تغطى اللجة وروح الله يرف على المياه".
التعليق : يقول موريس بوكاي : إن القول بوجود الماء في تلك المرحلة غلط.
وفي العددين 5،3 ليكن نور فكان النور ، ورأى الله أن النور حسن وفصل بين النور والظلمات ، ودعا الله النور نهاراً والظلمات ليلاً ،وكان مساء وكان صباح : اليوم الأول".
التعليق : إن الضوء الذي يقطع الكون هو نتيجة ردود أفعال معقدة تحدث في النجوم ولكن النجوم حسب قول التوراة لم تكن قد تشكلت بعد في المرحلة، إضافة إلى ذلك أن وضع الليل والنهار في اليوم الأول هو أمر مجازي صرف ؛ فالليل والنهار باعتبارهما عنصرين ليوم غير معقولين ، إلا بعد وجود الأرض ودورانها تحت ضوء نجمها الخاص بها أي الشمس.
"الآيات من 6إلى 8" وقال الله
ليكن جلد وسط المياه وليكن فاصل بين مياه ومياه ، وكان كذلك ، فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد ، ودعا الله الجلد سماء ، وكان مساء وكان صباح: اليوم الثاني).
التعليق :إن صورة انقسام المياه هذه إلى كتلتين غير مقبولة علمياً .
"الآيات من 9إلى 13" وقال الله
لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد في كتلة واحدة ولتظهر اليابسة وكان كذلك ، ودعا الله اليابسة أرضاً ومجتمع المياه دعاه "بحاراً " ورأى الله ذلك أنه حسن ).
وقال الله
لتنبت الأرض خضرة عشباً يحمل بزراً كجنسه وشجراً يعطى ثمراًٍ من جنسه وبزراً ، ورأى الله ذلك أنه حسن ، وكان مساء وكان صباح : اليوم الثالث).
التعليق : ومقبول علمياً أن القارات قد ظهرت في مرحلة من تاريخ الأرض كانت هذه مغطاة بالماء ، ولكن أن يكون هناك في تلك الفترة عالم نباتي ينتظم جيداً بالتناسل بالبذرة قبل ظهور الشمس "التي تظهر كما يقول سفر التكوين في اليوم الرابع" وأن ينتظم تعاقب النهار والليل فذلك ما لايمكن مطلقاً القول به .
"الآيات من 14إلى 19" وقال الله
لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل، وتكون علامات للأعياد كما للأيام والسنين ولتكن أنوار في جلد السماء لتضيء الأرض.
وكان كذلك وعمل الله المنيرين العظيمين المنير الأكبر لحكم النهار والمنير الأصغر لحكم الليل والنجوم ، وجعلها الله في جلد السماء لينير على الأرض، ولتحكم على النهار والليل ، ولتفصل بين النور والظلمة ورأى الله ذلك أنه حسن ، وكان مساء وكان نهار : اليوم الرابع ).
التعليق : خلق الشمس والقمر بعد خلق الأرض يناقض ،وهكذا يسرد موريس بوكاي النصوص التي تشير إلى خلق الكون ويعلق عليها مبيناً التصادم بينها وبين الإكتشافات العلمية، ثم تنتهي رواية الخلق بالأعداد الثلاثة الأولى من الإصحاح الثاني
فأكملت السماوات والأرض بكل جندها (كذا ) ، وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل ، فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمله ، وبارك الله اليوم السابع وقدسه، لأنه فيه استراح من جميع عمله للخلق ، هذه مبادئ السماوات والأرض حين خلقت).
التعليق : وواضح أن هذه الراحة التي يفترض أن اله قد أخذها بعد أن عمل ستة أيام، هي أسطورة ، معروف أن هؤلاء الكهنة قد أعادوا روايتي الخلق اليهودية والألوهيمية وأعادوا صياغتهما على مشيئتهم وحسب اهتماماتهم.
ولكن الله سبحانه قال
ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب( (205) ، فتعالى سبحانه أن يمسه التعب ، أما الأيام الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض وما بينهما
الخلق كما ورد في القرآن الكريم :
قال تعالى
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ( (206).
وقال تعالى
قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين*ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أوكرها قالتا أتينا طائعين * فقضاهنّ سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماءٍ أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم( (207).
)ءأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها * رفع سمكها فسواها* وأغطش ليلها وأخرج ضحاها *والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها * والجبال أرساها* متاعاً لكم ولأنعامكم( (208).
وقال تعالى
أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون( (209).وقال تعلى ) هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم( (210). وقال سبحانه ) ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وماكنا عن الخلق غافلين( (211).وقال تعالى ) الذي خلق سبع سماوات طباقاً ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ( (212).وقال تعالى) الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجا( (213).وقال تعالى) وبنينا فوقكم سبعاً شدادا * وجعلنا سراجاً وهاجا( (214).وقال تعالى) الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ينـزل الأمر بينهن ليعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما( (215). قال تعالى ) أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج ( (216).وقال تعالى) خلق السماوات بغير عمد ترونها( (217).قال تعالى)الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر ( (218) وقال تعالى ) ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ( (219).وقال تعالى
والسماء رفعها(… (220).
وبالإضافة إلى آيات الخلق هذه هناك آيات كثيرة عن علم الفلك منها :
الأجرام السماوية وطبيعتها :
1) الشمس والقمر :
قال تعالى
وجعل الله الليل سكنا والشمس والقمر حسباناً ( (221). وقال تعالى )والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ( (222).وقال تعالى )هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقومٍ يعلمون( (223).وقال تعالى )تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيرا( (224).
النجوم :
قال تعالى: )والسماء والطارق*وما أدراك ما الطارق* والنجم الثاقب( (225)وقال تعالى: )فأتبعه شهاب ثاقب( (226)
الكواكب :
قال تعالى: ) إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ( (227).قال تعالى )إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت( (228)
السماء الدنيا :
قال تعالى: ) وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً... ( (229).قال تعالى: )وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً... ( (230).
البنية السماوية :
قال تعالى: )وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون( (231).وقال تعالى : )لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون( (232).
تعاقب الليل والنهار:
قال تعالى)يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا... ( (233).قال تعالى : ) وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون( (234).وقال تعالى
ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل( (235).وقال تعالى
يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ( (236).
توسع الكون :
قال تعالى
والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون( ( 237).
غزو الفضاء :
قال تعالى
يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان( (238).
وقال تعالى: )ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون( (239).
هذه آيات قرآنية تحدثت عن الخلق وعن الفلك مع العلم بأنها ليست كل آيات القرآن بل بقي هنالك الكثير من الإشارات القرآنية فهذه الآيات التي أشارت إلى علم الفلك القرآني ، وما أوردنا كان على سبيل المثال لا على سبيل الحصر.وهناك آيات أخرى أشارت إلى الفلك ولكن نكتفي بما ذكر ، كما أن هناك ، آيات أخرى كثيرة تحدثت عن الأرض ، والمياه والبحار ، عالم النبات وعالم الحيوان، والتناسل الإنساني وغيره والباحث في هذه المجالات يجد معجزات القرآن مبهرة لجميع البشر.