الدورة الصخرية والصفائح التكتونية
لاحظ اندفاع الماغما تحت ظهر المحيط التي تبرد فجائياً عند ملامستها مياه قاع المحيط, فتتبلور وتُكَوِّن صخوراً نارية سطحية من نوع البازلت على شكل شرائح موازية لمحور ظهر المحيط , وتعمل هذه الشرائح البازلتية على اتساع قاع الميحط.
وبسبب حركة تيارات الحمل داخل طبقة الغلاف المائع ( الاستينوسفير), يتحرك الغلاف المحيطي: مبتعداً عن محور ظهر المحيط ـ حركة الصفائح التباعدية ـ ومقترباً من حافة القارة المحاذية للمحيط. كما تشاهد هنا كيف تغوص حافة الصفيحة المحيطية ( الغلاف المحيطي) داخل طبقة الغلاف المائع أسفل حافة الصفيحة القارية, وهذا ما يعرف بحركة الصفائح التقاربية.
وعند حركة الصفيحة المحيطية البطيئة بقاع المحيط ( عدة سنتيمترات في السنة) يحدث فوقها ترسيب بيوكيميائي. مثل رسوبيات الكالسيت CaCO3 والسيليكا SiO2 الكيميائية وأصداف الكائنات البحرية الجيرية (CaCO3) والسيليسية (SiO2) .
وبتراكم هذه الرسوبيات ووصولها إلى أعماق كبيرة تحت قاع المحيط عند مكان غوص الصفيحة المحيطية أسفل الصفيحة القارية العلوية, تتحول مع الزمن الطويل إلى صخور رسوبية. ويمكن أيضاً ان يحدث التحول لهذه الرسوبيات وتعطي صخوراً متحولة إذا غطست إلى أعماق كبيرة في منطقة الغوص حيث تتوفر ضغوط عالية. إذاً عند نطاق الغوص العلوي تتكون الصخور الرسوبية والمتحولة.
وباستمرار غوص الصفيحة المحيطية بداخل الغلاف المائع أسفل الصفيحة القارية العلوية, ترتفع درجة الحرارة تدريجياً, بحيث تبدأ الصفيحة المحيطية بالإنصهار التدريجي. وينتج من هذا الانصهار التدريجي:
ماغما تتصاعد تدريجياً وباستمرار إلى الأعلى بسبب قلة كثافتها عما يعلوها من غلاف مائع وصفيحة علوية.
وقد تنتشر هذه الماغما بداخل الصفيحة القارية العلوية وتبرد تدريجياً خلال زمن طويل, وبالتالي تكوِّن صخوراً نارية جوفية مثل الغرانيت. أو قد تصل إلى سطح الصفيحة العلوية وتسبب النشاطات البركانية, حيث تخرج الماغما من فوهات البراكين على شكل لابة وغازات بركانية.
وبعد تدفق اللابا وانسيابها تبرد فجائياً بسبب الفرق الكبير بين درجة حرارتها ودرجة وحرارة الغلاف الغازي وتتبلور سريعاً لتكون الصخور النارية السطحية مثل الأنديسيت والريولايت. إذاً يتكون على سطح الصفيحة القارية التي تعلو نطاق الغوص سلاسل من الجبال البركانية كما هو حال جبال الأنديز عند الحافة الغربية لأمريكا الجنوبية.
لاحظ أيضاً أنه باندفاع الماغما خلال الصفيحة القارية فإن حرارتها العالية تعمل على تحويل الصخور التي تلامسها أو تكون قريبة منها. إذاً تتكون أيضاً صخور متحولة مصاحبة للصخور النارية الجوفية والسطحية.
عندما تتعرض الصخور النارية السطحية لعوامل الغلاف الجوي يحدث لها تجوية فيزيائية وكيميائية, وينتج من ذلك رسوبيات تُنقل بواسطة عوامل النقل كالأنهار وغيرها حيث ينتهي بها المطاف بأن تترسب على شواطئ القارة أو عميقاً في المحيط بمحاذاة حافة الصفيحة القارية التي تعلو نطاق الغوص. وأكبر عمق قد تصل إليه هذه الرسوبيات هو الأخدود البحري كما تشاهد.
إذاً يمكن لعمليات الصفائح التكتونية التي تتحرك إما- بحركات تباعدية- عند ظهور المحيطات أو حدود الصفائح المتباعدة, - أو بحركات تقاربية عند أنطقة الغوص- أن تفسر:
تكون الصخور النارية الجوفية والسطحية والمتحولة والرسوبية , و أيضاً أن تفسر تكون هذه الصخور من بعضها البعض, وبالتالي فإن علميات الصفائح التكتونية تفسر حدوث الدورة الصخرية.