كيف تدافع الحيوانات عن نفسها ؟
الهروب
عند مسيرك في طريق شجري في غابة عليك التزام الصمت والهدوء وذلك لإمكانية وجود الغزلان التي تفزع وتركض هاربة من أي صوت .
رُبما قرأت عن كيفية اختباء الحيوانات من أعدائها وكيف تستخدم ألوانها للتمويه وكذلك طريقة ترتيب ألوانها على جسمها. ولكن ليس كل الحيوانات تملك المقدرة على التمويه أو أن التمويه الذي اتخذته هذه الحيوانات لا يكفي للحماية ، ولهذا فإن الكثير من الحيوانات مثل الغزلان احتاجت إلى طرق أخرى للحماية
غزال ذو ذنب أبيض يركض في الغابة
تعلم جيداً أن الغطاء الذي يكسو الجلد والمناقير هما عبارة عن تكيّفات ، ولكنه أحياناً قد لا يظهر بأنه تكيّف ، ولكن طريقة تصرّف الحيوان هو تكيّف أيضاً .
لكثير من الحيوانات يكون الهرب هو الوسيلة الوحيدة للحماية ، واحدى اسرع المخلوقات على الأرض هو الظبي الذي يركض بسرعة تصل إلى 100 كلم في الساعة (62 ميل) ، وهذه السرعة موازية لسرعة السيارة على الطريق السريع ، وحيوانات أخرى تطير أو تسبح للحماية والأمان .
غزال الإمبالا له أرجل قوية تساعده على الهرب من مصطاديه
اجنحة الطير تساعده على الطيران لموقع آمن
حيوانات التي تعيش في الماء قد تسبح مبتعدة عن الحيوان المفترس الذي يهجم عليها .
الأمان مع الجماعة
حتى الحيوانات التي تركض بسرعة كبيرة قد تحتاج إلى تصرفات أخرى لايجاد الأمان ، بالنسبة إلى بعض الأنواع من الحيوانات فقد يكون التجمع في جماعات أكثر أمناً من البقاء وحيدة .
الزراف يستطيع أن يركض لساعات طويلة هرباً من مفترسيه مثل الأسود ، ولكنه أيضاً يرتحل في جماعات كطريقة لتأمين الحماية وحيث أن من الصعب على الأسد اختيار زرافة من بين مجموعة كبيرة أو قطيع يمشي من الزراف
. البقاء مع الجماعة افضل وسيلة للأمان بالنسبة للزراف .
الحمير الوحشية تبقى في جماعات لحماية نفسها ، النمط التخطيطي على فروها يساعدها فقط عندما تكون مع بقية القطيع، وعندما تركض الحمير الوحشية مع بعضها فإنها تبدو وكأنها دوّامة من الخطوط البيضاء والسوداء .
وهذا يجعل من الصعب على الأسد التقاط واحد من القطيع ، وحتى أن صغار الحمير الوحشية يجب أن تركض مع القطيع لتبقى آمنة والصغار حديثي الولادة يستطيعوا عادة الإنضمام للقطيع بعد 15 دقيقة من الولادة
يحتار الحيوان المفترس من حركة الحمير الوحشية بسبب الخطوط البيضاء والسوداء في فروها .
وبعض الحيوانات التي لا تستطيع الركض بسرعة تبقى في مجموعات ، حيوان الربّاح (سعدان افريقي ضخم قبيح وقصير الذيل) ينتقل في مجموعات تصل اعدادها إلى 150 فرد ، حيث يبقى الأطفال بالقرب من أمهاتهم في الوسط والحيوانات الذكور الأكثر قوة يصنعون دائرة حول الأمهات والأولاد خلال المشي ، حيث يدافع الذكور عن البقية عن طريق اطلاق الصرخات المذعورة عند اقتراب الحيوانات المفترسة ، ويملك حيوان الربّاح (البابون) اسنان طويلة وحادة تساعدها في الهجوم على الحيوانات المفترسة للدفاع عن نفسها .
ذكر حيوان الربّاح (البابون) هذا يدافع عن بقية قطيعه عند اقتراب الحيوانات المفترسة
ثور المسك الكندي (ثور برّي) يحمي نفسه أيضاً عن طريق البقاء مع قطيعه ، ويتكون القطيع الواحد من ثيران المسك عادة من 20 إلى 30 فرداً ، والثيران الصغيرة هي من إحدى وجبات الذئاب ، وعند مهاجمة الذئاب للقطيع ، تتقدّم الثيران الكبيرة وتشكل حلقة حول الثيران الصغيرة وتجعل رؤوسها متجهة لخارج الحلقة ، وليتمكن الذئاب من الحصول على وجباتهم (الثيران الصغيرة) عليهم النجاة من القرون الحادة للثيران الكبيرة أولاً .
لدى ثور المسك الكندي قرون ثاقبة وحادة .
تعيش الحيوانات التي ذكرناها كل السنة أو معظم أيامها في جماعات ، حيث أن العيش في جماعات أكثر أماناً لها ، وهناك أيضاً اسباب أخرى تجعل الحيوانات تعيش في جماعات ، على سبيل المثال الذئاب تعيش في قطعان متجمعة لأسباب الحماية ولكن أيضاً لمساعدة بعضهم البعض للبقاء ولاصطياد الغذاء ولتعليم صغارها المهارات الجديدة من الذئاب الكبيرة ، وهذا يعني أن من المرجح أن قدرة الصغار على البقاء والاستمرار ستكون أكبر ، وكل الحيوانات تعيش في جماعات لأكثر من سبب واحد .
تتعلم الذئاب الصغيرة مهارات العيش والبقاء من الكبار .
البقاء بعيداً
لبعض الحيوانات تكيفات في التصرف تساعدها على الحفاظ على أمنها إليك بعضهم:
عندما تشعر سمكة الشيهم بالخطر تنفخ جلدها وهذا يجعل الأشواك على جلدها تنتصب وتظهر السمكة في شكل أكبر من حجمها الطبيعي بكثير ويكون شكلها مخيف أكثر مما هي عليه .
هاتان الصورتان لسمكة الشيهم نفسها ولكن أي واحدة تظهر أن السمكة تحاول أن تبقي اعدائها بعيداً
يغطي جسم حيوان الشيهم الذي يعيش على اليابسة أشواك حادة تشبه الفرو بمجموعها كل شوكة تكون صلبة ومغطاة بخطّافات صغيرة جداً ، إذا لم يستطع الشيهم الهرب في حال شعوره بالخطر فإنه يستخدم اشواكه حيث يلف ظهره إلى عدوّه ويلقي بنفسه عليه ، حيث من السهل ازالة الشوكة من جلد الشيهم لتدخل في جسم الحيوان الهاجم عليه ، والخُطّافات الصغيرة على الأشواك تجعل الحيوان المفترس يتألم كثيراً عند ازالتها وهذا يجعله يبقى بعيداً عن الشيهم في المرات القادمة.
تساعد الأشواك الموجودة على جلد الشيهم في حمايته .
إذا اشتممت رائحة حيوان الظربان الأمريكي ستعرف كيف يحمي نفسه من الحيوانات المفترسة ، حيث يوجد أكياس (جيوب) في المنطقة تحت ذيله وتحوي سائل ذو رائحة قوية ، ويحذر الظربان عدوه عن طريق الوقوف على أرجله الخلفيتين أو الأماميتين ولكن إذا حاول عدوّه الإقتراب يلتف الظربان ويرفع ذيله ويرش السائل الموجود في الأكياس تحت ذيله ، السائل المرشوش له رائحة كريهة جداً تبقي العدو بعيداً وقد يحرق السائل عينيّ الحيوان الذي حاول الهجوم على الظربان .
تعلمت الكثير من الحيوانات المفترسة عدم الإقتراب إلى الظربان لكي لا يرشها بالسائل ذو الرائحة الكريهة .
حيوان الأبوسوم الأمريكي يتظاهر بالموت في حال الخطر وهي طريقته ليحافظ على أمنه وسلامته حيث أن قلائل من الحيوانات تأكل لحم الحيوانات الميتة لذا فإن الحيوانات المفترسة التي تهجم عليه سترى أنه ميت وتتركه وتذهب.
حتى عند اقتراب الحيوان المفترس من حيوان الأبوسوم لاشتمامه سيبقى متظاهراً بالموت .
* هجرة الحيوانات
لعلّك رأيت أسراباً من الإوز تطير في السماء ، مرّة ، إلى أين تذهب ؟
ولماذا ترحل ؟
في فصل الشتاء تكون الأراضي الواقعة في شمال الكرة الأرضية مغطاة بالثلج لشهور طويلة وتكون باردة والثلج يغطي الحشائش والأعشاب والنباتات الأخرى ويكون هناك القليل من الطعام للحيوانات التي تعيش هناك ويمثل هذا مشكلة للطيور مثل الإوز الكندي الذي يستصعب البقاء دافئاً والعثور على الطعام .
تهاجر طيور الإوز الكندي أو تنتقل للبحث عن جو دافئ أكثر وطعام متوافر ، وحيوانات أخرى مثل طيور الخرشنة والفراشات الملكية وسمك السلمون تهاجر أيضاً .
تهاجر الحيوانات قاطعة آلاف الكيلومترات ورغم ذلك لم يستطع العلماء معرفة كيف تعرف الحيوانات طريقها عند ارتحالها، هذه الخريطة تظهر الطرق التي تتبعها الفراشات الملكية وطيور الخرشنة عند هجرتها .
في افريقيا ، يهاجر آلاف من حيوانات النو (ثيتل افريقي له رأس كرأس الثور) خلال الفصول الجافة لتبحث عن مناطق يكون معدل سقوط المطر فيها عالي حيث العشب الطازج والجيد الذي تحتاجه حيوانات النو كغذاء لها .
تهاجر حيوانات النو بحثاً عن الماء والغذاء
تهاجر بعض الحيوانات لتبحث عن مكان آمن ومناسب لتضع بيضها وتربي صغارها فيه ، يتكاثر سمك السلمون بالبيض في الأنهار والجداول وبعدها يسبح للبحر حيث يقضي معظم حياته هناك ، وعندما يحين موعد التكاثر يعود سمك السلمون إلى المكان الذي ولد فيه (الأنهار والجداول)
يقفز السلمون عن أي شيء في طريقة ويتخطاه عند ارتحاله عكس مجرى النهر عائداً إلى المكان الذي وُلِد فيه